قال رسام الكاريكاتير الكويتى بدر بن غيث إن إقامة ملتقى دولى للكاريكاتير بالقاهرة يعُد بمثابة اعتراف به كمجال إبداعى مستقل ورد اعتبار لفن ظُلم كثيرًا. وأضاف بدر بن غيث فى حواره ل"بوابة الأهرام" على هامش مشاركته بملتقى الكاريكاتير أن الفكرة السائدة لدينا عن هذا الفن هو أن نستعيد رسم المكتبة. اليوم عندما نعرض رسومات فى قصر الفنون أو أى مكان فى العالم فنحن نعترف بأنها تمثل كفن مستقل بذاته، فن مشاغب يدعو جميع المبدعين أن يتعلموا من فنانيه الذين يقدمون فكرة صغيرة ربما يصعب على المخرج أن يخرجها فى مسرحية كاملة. وأضاف: بالتالى ليس سهلاً أن نقول إن ملتقى الكاريكاتير مجرد معرض، بل هو التقاء أفكار، كأنها عدة منافذ فتحت نتعرف خلالها على شعوب العالم. وبالفعل هذا الملتقى يرد الظلم عن فن تعرض للظلم. ورأى "بن غيث" أن هذا الملتقى حظى باهتمام إعلامى قبل انعقاده، وهو ما يعطى انطباعا جيدا، بمعنى أن الفنون والثقافة تحظى باهتمام عال من المؤسسة الرسمية بمصر، وبالتالى هذا ينعكس علينا فى الكويت. وربما فى المستقبل القريب نعقد ملتقى للكاريكاتير يشارك فيه إخواننا المصريون والعرب. شارك "بن غيث" فى الدورتين الأولى والثانية لملتقى الكاريكاتير، لكنه يرى أن الفرق بين الدورتين كبير، مشيراً إلى أن الدورة الأولى كان عدد المشاركين بها محدودا، باعتبارها دورة تأسيسية، لكن عندما صار الملتقى الثانى علم بأنه ملتقى دولى، وبالت الى لابد من التحضير الجيد له منذ فترة طويلة من أجل تقدير الجمهور الذى تابعه فى الدورة الأولى حتى لا يعرض شيء دون المستوى، على حد قوله، لافتاً أن بعض المتلقين عرفوا أعماله دون التوقيع عليها. وعن اختيار الملتقى ل"الصحة" كثيمة رئيسة وكيفية تعامل "بن غيث" معها قال: الصحة موضوع دولى، والعالم الآن مهووس بالتخلص من الأمراض، خطر الأوبئة يفوق الحروب. الفكرة هذه تدعو رسام الكاريكاتير إلى أن ينتبه ويضع الموضوع أمامه ليقدمه للجمهور بشكل يلفت انتباهه. وأردف: يضم المعرض "الصحة" كتيمة رئيسية، فضلاً عن موضوع حر وقد قدمت الموضوعين، بشكل عام كان الموضوع واضحا ومتوازنا، كما تضمن أفكاراً غير تقليدية. وعن اتجاهه لممارسة الكاريكاتير دون غيره من المجالات الإبداعية الأخرى قال: أعشق هذا المجال، حيث أرى أن الكاريكاتير فن متحرر عن الوجود، وإذا دمجنا هذا الفن وقلنا إنه أحد أنواع الفنون التشكيلية فهذا بشكل عام صحيح، لافتاً إلى أن هذا الفن خارق يحطم قيود الفن التشكيلى، ويستقطب جمهوره بسهوله. وحتى على المسرح لا نجد له زوايا أو أبعادا. وفيما يتعلق بمقومات رسام الكاريكاتير الناجح يرى أنه بعد أن يتمكن من أدواته لابد أن يكون لديه الشجاعة. بمعنى أنه إذا اكتشف أنه قدم رسومات خاطئة يقوم بتعديل مساره، وإلا يعتبر نفسه مهما بلغ من العمر فناناً كبيراً لأنه بمجرد أن يصيبه الغرور يعلن عن شهادة وفاته أو استقالته من هذا العمل. وعما إذا كان فن الكاريكاتير ينال حريته فى الكويت، فأكد "بن غيث" أنه أصبحت لديهم قفزة صارت فى العشر سنوات الماضية. مضيفاً، فى الماضى كنا محبوسين فى الموضوعات المحلية، وكنا نتمشى مع خطوط حمراء عامة هلامية. واستطرد: اليوم اتضحت الصور بأن البلد به حرية ويحتاج لرسامى الكاريكاتير. أصبح الجمهور حالياً أكثر وعياً بأهمية رسامى الكاريكاتير، لذلك نجد أكثر المتابعات عبر وسائل التواصل الاجتماعى تكون من نصيب هذا الفن. لأن رسام هذا الفن يقدم معالجة بصرية بسيطة عميقة تؤثر بشكل كبير. وعن أهم رسامى الكاريكاتير الذين تأثر "بن غيث" بتجربتهم قال: لدينا الكثير فى مصر والعالم العربى الذين استفدت من أفكارهم ومنهم الراحلان الكبيران اللذان كرمهما الملتقى فى دورته الحالية مصطفى حسين وهو علم كبير فى هذا المجال، وأحمد طوغان، وكذلك الأوكرانى فلاديمير الذى شارك فى الدورة الماضية، وكارلوس لاتوف البرازيلى. يستمد "بن غيث" أفكاره من عدة مصادر مشيراً إلى أن حوارنا هذا ربما يتحول إلى رسمة كاريكاتير، أو يستقى أفكاراً من وجوده بالطائرة، الشارع، أو لقطة مسرحية. حتى أفلام توم وجيرى فإنه يستخرج من مشاهدتها أفكارا لها علاقة بالواقع الذى نحياه فى إطار عملية إسقاط على المجتمع. وأحياناً من حوارات رسمية جداً لسياسيين ومثقفين يجد بها زاوية كاريكاتيرية. لمزيد من التفاصيل إقرأ أيضًا :