قال الكاتب محمد حسنين هيكل، إن التخطيط لقطع مياه النيل عن مصر بدأ منذ أكثر من 800 عام، مشيرا إلى أن الرحالة "فاسكو دي جاما" حصل على تعليمات من البابا إسكندر الثالث بقطع مياه النيل عن مصر، عقابا على نجاح صلاح الدين في هزيمة الغرب الأوروبي بالحروب الصليبية. وأوضح "هيكل"، خلال حواره بفضائية "سي. بي. سي"، أن هناك دولا كثيرة تسعى لإضعاف مصر من خلال تجويعها بقطع مياه النيل عنها، مشيرا إلى أن عبد الناصر والملك فاروق كانا أكثر من أدركوا أهمية إثيوبيا لمصر فيما يتعلق بملف نهر النيل. ولفت "هيكل"، إلى أن مصر ارتكبت بعض المغامرات الأمنية قرب إثيوبيا في السابق، موضحا أن القاهرة، في السابق، أساءت إدارة ملف نهر النيل، وأدارته عبر الموظفين. وأضاف: "قدمنا تنازلات لا لزوم لها في مفاوضات ملف النيل، في وقت سابق"، لافتا إلى أن مشروعات سد النهضة بدأ التفكير فيها منذ فترة، ولكن التنفيذ بدأ متأخرا. وأكد "هيكل"، أن ملف مفاوضات النيل كان قد أفلت من أيدينا بالكامل، موضحا أن اتفاق سد النهضة بداية الإمساك بطرف خيط كان ضائعا من مصر. ونوه "هيكل"، إلى أن أكثر ما يهمه في ملف سد النهضة هو الفترة الزمنية التي سيستغرقها الجانب الإثيوبي في ملء خزان السد، موضحا أن توقيع الاتفاق منح مصر القدرة على إدارة مفاوضات ناجحة. وشدد "هيكل"، على أن اللجوء لخيار القوة في التعامل مع سد النهضة غير ممكن، موضحا أن مؤتمر شرم الشيخ كان له الفضل في إقناع إثيوبيا بالتوقيع على اتفاق سد النهضة. وتابع: "كانت إثيوبيا، قبل المؤتمر الاقتصادي، تتعامل مع مصر على قاعدة كسب الوقت وعدم الاهتمام، ولكن اهتمام العالم بالمؤتمر الاقتصادي، والتفاف الدول العربية والأوروبية حول القاهرة، ومشاركتهم فيه، أسهم في تغيير أسلوب إثيوبيا في التعامل مع مصر".