فى كل عيد يسمعان قصصا من أصدقائهما عن هدايا عيد الأم، ويسيطر عليهما الحلم "عباية وطرحة" لأمي فقط لا نريد أكثر من ذلك، رغم أن أمي تستحق كنوز الدنيا. حسني عبد السميع، وشقيقته صفاء، مصابان بالعمى منذ طفولتهما لم يريا أمهما ولكنهما وبالتأكيد لهما صورة أسطورية، عن ذلك الكائن الذي يحتويهما من خلالها الدنيا. يقولان لمراسل "بوابة الأهرام" "عباية سوداء وطرحة" يا أستاذ، كل سنة لا نملك إلا "كل سنة وأنت طيبة يا أمي" وبعد انتهاء العيد نحلم بعام جديد يتحقق فيه الحلم. الأب عبد السميع عبد اللاه يعمل باليومية فى إحدى قرى مركز دشنا بقنا، وهو في عمر ال70 عاما يجلس بجوارهما، ويؤكد "رزق ربنا كبير ومتقسم بين الأدوية، والأولاد، والمعيشة الصعبة"، لافتا إلى أن ولديه يحلمان نفس الحلم من كل عام في عيد الأم دون أن تتحقق أمنيتهما في تقديم هدية للأم. منذ طفولتهما، وصفاء وحسني يعانيان من العمى يسمعان من أصدقائهما الأصحاء ماذا قدموا لأمهاتهم، في مثل هذا اليوم من كل عام يحلمان أنهما قدما هدية إلا أن الحلم لا يتحقق.