نظم "مختبر السرديات" التابع لمكتبة الإسكندرية، والذى يشرف عليه الأديب منير عتيبة، في "بيت السناري" بالسيدة زينب بالقاهرة مساء اليوم الثلاثاء، ندوة بعنوان "تجارب وشهادات في السرد العربي". شارك في الندوة الناقد والروائى المغربى الدكتور شعيب حليفي، والروائي اليمني محمد الغربي عمران، والروائية اللبنانية بسمة الخطيب، وأدار اللقاء الأديب منير عتيبة. اعترفت الروائية اللبنانية بسمة الخطيب بأن الكتابة لم تعوضها عن نقص أو تشفها من ألم معين، حاولت أن تتخطاه، كما أنها لم تجعلها أكثر سعادة، وإنما جعلتها تمر بألم وتحد أحيانا، ورغم ذلك عادت وأقرت: "لم أخلق سوى أن أكون كاتبة، فأنا أكتب لأعوض فراغًا أشعر به في مجتمعي". وقال الروائي اليمني محمد الغربي عمران: "بدأت رحلتي الروائية بمحاكاة رفيق دربي، حيث بدأت بسرد القصة القصيرة، فخانتني، وعكفت على كتابة الرواية، وعثرت فيها عن قبلتي". ويرى عمران أن الروائي إذا انقطع أسبوعا عن مواصلة عمله يشعر بأنه فقد علاقته بشخصيات الروائية والأحداث، مما يضطره أن يعيد قراءة عمله حتي يواصل ويستعيد جوها. وأكد أن الرواية الجيدة هي التي تعتمد على الذهن أكثر من الحكي، أو السرد بشكل عشوائي، قائلاً "عندما أكتب رواية أكتب ساعتين وأفكر أربع ساعات". وإلى المغرب، يتخيل الروائي المغربي شعيب الحليفي نفسه بأنه نبي، لابد أن يحمل رسالة مثلما حمل الأنبياء رسائلهم إلى البشر، مشيرًا إلى أنه لا يُشترط أن تأتي الرسالة من السماء وإنما يستطيع أن يحفرها من الأرض. ولم يشعر حليفي بحرج في أن يعترف بأنه من أسرة لا تقرأ ولا تكتب، لكنها تؤمن بالعلم، ويتذكر مقولة أمه الأمية "إذا لم تقرأ ستتحول إلى فلاح وراعي غنم". ويقول عن نفسه "أنا بن فلاح، لا سند له ولا مرجع، إلا أن الرواية والقلم جعلا لي سلطة". وأضاف "يجب أن نفتخر بالرواية العربية، لأن تشمل أسماء نفتخر بها عالميًا"، لكنه يري أن على العرب أن يفرضوا لغتهم العربية، لأنها عندما تُترجم تفقد رونقها، مشيًرا إلى أن النص الروائي العربي مؤثر وله أهمية، ويومًا ما سينافس الروائي العربي نظيره الأوروبي. وقال "نحن نحتقر تراثنا وثقافتنا، كبار الكتاب في العالم العربي لا أحد يهتم بهم"، مضيفًا أن تخلف المجتمع العربي، يرجع إلى تخلف البحث العلمي. ويري أن المثقف العربي لا يُشترط أن يكون ناقدًا لمجتمعه، وإنما على الأقل يجب أن يمتلك رؤية، مؤكدًا أن الرواية عنده ترصد أفكاره، فهو يكتب ما يفكر. ولخص الدكتور منير عتيبه شواهد الروائيين في جملة مقتضبة "الرواية بنت التجربة الإنسانية ونتاج الحياة في مجتمع ما". وعلى هامش الندوة تم توقيع بروتوكول تعاون بين مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية، ونظيره بالدار البيضاء بالمغرب. لمزيد من التفاصيل إقرأ أيضًا :