يبدو أن الأزمات داخل نادي الاتحاد السكندري لن تعرف نهاية قريبة، لأن ما يحدث هذه الأيام في واحد من أكبر الأندية الشعبية في مصر، لا يمكن وصفه سوى بجملة واحدة فقط، وهي "أن الاتحاد ضحية أبنائه" فملعب الكرة شهد اليوم أحداثا غريبة، تحدث في مباريات "الشوارع" عندما يتعارك فريقان على قطعة الأرض التي ستقام عليها المباراة، وينتهى الأمر بأن يأخذ كل فريق نصف الملعب. لم تمر سوى ساعات قليلة على تولى محمد عمر، منصب مدير جهاز الكرة في النادي، وأسندت إليه مهمة تشكيل جهاز فني للفريق، والتى قرر على أثرها، بالاتفاق مع مجلس الإدارة أمس (الجمعة) على رحيل أحمد ساري والاكتفاء بتوليه مسئولية فريق 21 سنة، غير أن ذلك لم يتحقق اليوم، وتقدم عمر باستقالته اليوم (السبت)، بعدما اختلف مع مجلس الإدارة. وقاد أحمد ساري تدريبات الفريق اليوم، وضم لاعبي الشباب الذين خاضوا لقاء المقاصة متحديا كبار اللاعبين، بسبب الأزمة الأخيرة التي حدثت بينهما، ولكن الأغرب والأطرف، هو عندما تحدى عبد الحميد حسن "ميدو" قائد الفريق قرارات ساري وضرب بها عرض الحائط، وقاد تدريبا للاعبين الكبار في نصف الملعب الآخر. هل هذه هى الطريقة التي يثبت بها أبناء "زعيم الثغر" أنهم يحبون النادي ويريدون له التقدم من مركز لآخر، أم أن الكلمة العليا أصبحت للفوضى، وكيف يحدث ذلك؟ وأين مجلس إدارة النادى، كيف للاعب -أيا كان اسمه وتاريخه- أن يقتحم تدريبات الفريق ويقف فى النصف الآخر من الملعب، ويتقمص دور المدرب، وكيف يطاوعه باقى اللاعبين، إذا كانت بالفعل قلوبهم على ناديهم؟ متى يلتزم كل من في المنظومة الكروية بدوره، فالمدرب مدرب.. واللاعب لاعب، ومن له حق يأخذه بالطرق الشرعية، ولكن السؤال الذى يبحث عن إجابة هو أى من الفريقين سيخوض مباراة (الثلاثاء) القادم أمام اتحاد الشرطة فى الأسبوع السابع عشر من مسابقة الدورى، الفريق الشرعى للنادى الذي يقوده ساري، أم الفريق الذي يقوده "ميدو"؟. الغريب هو الصمت الذى يسود أرجاء النادي حتى الآن، ولم تشهد الأوضاع أي جديد، وهو ما يقلق الجماهير التي تخشى من هزيمة كبيرة أخرى.