انعقدت منذ قليل فعاليات الجلسة الافتتاحية لملتقى القاهرة الدولي السادس للإبداع الروائي، على المسرح الصغير، بدار الأوبرا المصرية. بدأ الحفل بالسلام الوطنى لجمهورية مصر العربية، وألقى الناقد الدكتور صلاح فضل، مقرر اللجنة العلمية بالمجلس الأعلى للثقافة كلمته، مرحبًا بالحضور المشاركين فى الملتقى هذا العام. تلت ذلك، كلمة الدكتورة زبيدة عطا، نيابة عن أسرة الأديب الراحل فتحى غانم (الذي يحمل الملتقى اسمه)، وكلمة الروائي المغربي الدكتور محمد برادة عن المشاركين في الملتقى، وكلمة الدكتور محمد عفيفي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة. وقال الدكتور صلاح فضل في كلمته إن انعقاد ملتقى القاهرة الدولي للإبداع الروائي هذا العام، يتوافق مع المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ، وهو ما وصفه بالتوازي المدهش بين المادة والروح. وأضاف فضل أن مصر مرت بمرحلتين اختل فيهما نبض الحياة في قلبها، أولاهما وقت نكسة 67 السوداء التى خلفت جرحا غائراً لدى المثقفين المصريين، وثانيتهما عندما حاولت جماعة "الإخوان المسلمون" القفز على ثورة المصريين. وأكد فضل أن التنوير فى مصر والعالم العربي لم يتوقف، ومن يتصور ذلك واهم، مشيراً إلى أن المبدعين هم حملة شعلة التنوير، وقارئو المستقبل، وهم من انتفضوا وانتفض وراءهم الشعب المصري فى 30 يونيو. من جهتها، ألقت الدكتورة زبيدة عطا أستاذة التاريخ بجامعة حلوان كلمة زوجة الراحل فتحي غانم بمناسبة إطلاق اسمه على الدورة السادسة للملتقى، وقالت: أشكر من اختار إطلاق اسم زوجي فتحي غانم على الملتقى هذا العام، وأشكر الدكتور أحمد مجاهد على طباعة مؤلفات زوجي خلال الملتقى، أشكر الجميع على هذا التكريم، وأؤكد أن الكاتب لا يموت، وفتحي غانم لا يزال يعيش في رواياته. وأشارت إلى أن فتحى غانم اعتبر الأدب حبه الحقيقي رغم انشغاله بالصحافة، وأنه تنبأ بموجة الإرهاب الدينى فى عصر السادات، في كتاباته. وقالت إن فتحى كان خلوقا احترم ذاته، ولم يتزلف، وكان حريصاً على ألا يظهر ضعيفا حتى فى لحظاته الأخيرة. أما الكاتب المغربي الدكتور محمد برادة، فقال إن الرواية العربية تظل مشدودة دائما إلى الحاضر، ورغم بحث الكاتب زمنيا في الماضي والتاريخ، فإنه يبحث زمنيا عما يفسر الحاضر. وأضاف برادة أن الحاضر العربي الدموي يأبى إلا أن يفرض نفسه على الرواية العربية، فالروائيون العرب "ممتلئون بحاضر الواقع العربي"، على حد وصفه. واعتبر برادة أن أسباب إجهاض نهوض المجتمعات العربية ما زالت مستحكمة من خلال الماضوية التى تحاول استغلال الدين في الحياة السياسية والفكرية، مشيراً إلى أن الرواية العربية تحفر بإصرار فى تلك التربة المتكلسة بالماضوية، حيث استطاع الروائيون أن يتخذوا من الرواية فسحة للجرأة والجمالية والحياة التى تربطها بالمستقبل. وأضاف برادة أن الرواية العربية منذ ستينيات القرن الماضي، أنجزت نصوصا لافتة أثارت انتباه القراء خارج الحدود لأنها تحمل خطاباً يضيء داخل الفرد، هو ذلك الخطاب المغاير للخطاب السلطوي، مضيفاً أنه رغم ما حققته الرواية من جماليات فإنها افتقدت الوعي بين الشكل الروائي الملائم والعناصر الجمالية والدلالية. من جهته، أبلغ الدكتور محمد عفيفي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، الحاضرين اعتذار الدكتور عبد الواحد النبوي وزير الثقافة عن عدم الحضور، نظراً لانشغاله بحضور المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ، موجها التحية للدكتور جابر عصفور وزير الثقافة السابق الذي عمل على كافة الترتيبات لينعقد الملتقى هذا العام فى موعده. وقدم عفيفي التحية للحضور، معلنا الافتتاح الرسمي للملتقى الدولي السادس للرواية العربية، الذي يشارك فيه أكثر من 200 كاتب وناقد من مصر والعالم. وقد بدأت فعاليات الجلسات النقدية النهارية لليوم الأول منذ قليل، وبعدها استراحة، ثم يستأنف الملتقى فعالياته بقاعات المجلس الأعلى للثقافة، ابتداءً من الساعة الخامسة حتى السابعة مساءً، بجلستين يرأسهما كل من لطيف زيتون ومحمد مشبال، ويشارك فيهما إبراهيم أبو طالب، والدكتور محمود الضبع والدكتور محمد بريري، ومروة مختار ونبيل سليمان والدكتور سامي سليمان والدكتور سمير مندي وشعيب حليفي ويوسف نوفل. تلي ذلك جلستان مسائيتان، من السابعة والنصف حتى التاسعة مساءً، يرأسهما كل من الدكتور عبد المنعم تليمة والحبيب السالمي، ويشارك فيهما الدكتورة أماني فؤاد والدكتور حامد أبو أحمد وحسام نايل ونبيل حداد ووائل فاروق ووفاء النجار ولنا عبد الرحمن ومحمد شاهين ومنير عتيبة. وتستمر فعاليات الملتقى على مدار أربعة أيام، ويختتم يوم الأربعاء المقبل، على المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية، حيث يتم إعلان الفائز بجائزة الملتقى، وتبلغ قيمتها مائتي ألف جنيه، لأول مرة منذ انعقاد الملتقى في 1998، حيث كانت قيمة الجائزة مائة ألف جنيه فقط. لمزيد من التفاصيل إقرأ أيضًا :