أكد د. محمد أبوزيد الأمير رئيس قطاع المعاهد الأزهرية أن الأزهر كان وسيظل مصدرًا للعلم والثقافة والتنوير في مصر والعالم، فهو حصن الأمة على مر التاريخ حيث انتشر علماء الأزهر في أنحاء العالم كافة، ينشرون السماحة والاعتدال، وكانوا على مر العصور مصدرا للتقريب بين الحضارات الإنسانية. وقال الأمير خلال كلمته أمام المؤتمر الأول لضمان جوة التعليم بالأزهر الشريف إن الأزهر الشريف تبنى منذ البداية تطبيق معايير جودة التعليم في العلوم الشرعية، كما عمل على إدخال بعض التجهيزات إلى المعاهد الأزهرية لتطوير الخدمة التعليمية المقدمة للطلاب، حيث شهدت المرحلة الأخيرة تطوير معامل العلوم والحاسب والوسائط المتعددة ونظم الأمن والسلامة، كما يتم تدريب المعلمين أولا بأول على نظم جودة التعليم. من جانبه قال الدكتور عبدالحي عزب رئيس جامعة الأزهر: إن جامعة الأزهر تعمل على تطوير العديد من البرامج في الجامعة والكليات، نحو النهوض بالجودة والاعتماد، بالتعاون مع الهيئة القومية للجودة، فظهرت وثيقة المعايير للتعليم الجامعي. وأشار رئيس جامعة الأزهر أنه قد أصدر تعليماته لعمداء الكليات بالمسارعة نحو الاستعداد الكامل للاعتماد، مضيفًا أن هناك بعض الكليات قد تقدمت بدراستها الذاتية وخططها الاستراتيجية والتنفيذية للاعتماد، منها كلية الطب للبنين، وكلية العلوم للبنات وكلية الصيدلة للبنات، كما تم افتتاح مركز الفكر والابداع وإقامة الدورات التدريبية الطبية بالمجان أو برسوم رمزية، يجلس بها المسلم بجانب المسيحي، لأن خدمات المستشفيات للمسلمين والمسيحين على حد سواء. وفي كلمته، أكد الدكتور محب الرافعي وزير التربية والتعليم، أن الازهر هو حصن الأمان للأمة حيث يعمل على تقديم صورة الاسلام الصحيحة على النحو الذي أراده الله عز وجل، وسيظل قلعة الإسلام الشامخة، كما يمثل القوة الناعمة لمصر في الخارج، فالأزهر لم يكن جامعاً وجامعةً تحفظ علوم الدين فقط، وانما كان مدرسة وطنية أخرجت نماذج وطنية مشرفة، كالطهطاوي ومحمد عبده والشعراوي وعبدالحليم محمود، وغيرهم ممن قادوا شعلة التنوير والنهضة في مصر والعالم العربي. وأضاف الرافعي أن الارتقاء بالتعليم الأزهري مصلحة وطنية عليا، خاصة في هذه الظروف التي تمر بها المنطقة، حيث يعصف بها الإرهاب الذي يتبنى أفكارا مغلوطة عن الدين ومبادئه بعيدا عن الوسطية والاعتدال التي يتميز بها ديننا الحنيف، مشيرا إلى أن هناك تعاونا كبيرا بين وزارة التربية والتعليم و الأزهر الشريف فيما يتعلق بتطوير العملية التعليمية. وفي سياق متصل، قالت الدكتور يوهانسن عيد رئيس الهيئة القومية لضمان جودة التعليم، إن المؤتمر جاء لبحث سبل الارتقاء بالتعليم الأزهري، في ظل التحديات التي ضاعفت العبء على الأزهر الشريف، ليستكمل الأزهر دوره التاريخي الذي امتد اكثر من الف عام، من خلال مناهج وآليات عصرية، لكي يصبح الطالب الأزهري قادرًا على التجديد والفهم العميق لنصوص السنة والقرآن الكريم، لمواجهة أفكار التطرف ونشر قيم المحبة والتعايش في المجتمع. من جانبها قالت الدكتورة راجية علي طه نائب رئيس الهيئة القومية لضمان جودة التعليم، إن الأزهر الشريف هو الهيئة العلمية القومية الكبرى التي تقوم بحفظ تراث الأمة ونشرها بين كل الشعوب، وتخريج فقهاء متفقهين بالدين لتأكيد الصلة بين الدين والحياة. وأضافت أن ما شهدته المرحلة الراهنة من ظهور تيارات غاية في الخطورة تستوجب منا القيام بدورنا ليتمكن الأزهر من مواجهة هذه التيارات، لذا فإننا نأمل من خلال هذا المؤتمر أن نسهم في رفع جودة التعليم الأزهري، من خلال تقديم الدعم الفني للكليات الشرعية وغير الشرعية في الجامعة لإعداد طالب أزهري يكون فاهما وحافظا لكتاب الله، ومتمكنا من اللغة العربية وإحدى اللغات الأجنبية، وقادرًا على استخدام الوسائل الحديثة وملتزمًا بكتاب الله تعالى بعيدًا عن الغلو والتطرف.