شهد مهرجان القاهرة الأدبي الأول، اليوم الثلاثاء، انعقاد ندوة بعنوان "الأدب الأكثر مبيعا.. قواعد الفن ومتطلبات الجمهور"، بكلية الألسن بجامعة عين شمس، تحدث فيها عدد من الأدباء الشبان، منهم أحمد مراد، وحسن كمال. "أنا أعتبر نفسي كاتبا هاويا ولست محترفا"، بتلك العبارة بدأ الروائي الشاب أحمد مراد حديثه، وقال: إن الأعمال الأدبية لن تعتلي منصة "الأكثر مبيعاً"، إلا إذا كانت تجمع بين عنصري الجودة ولغة العصر، مشيراً إلى أن الأكثر مبيعاً مؤشر على محاولة الكتاب الجدد مواجهة الشباب ومخاطبتهم بلغتهم عن طريق محتوى جيد. ورأى بعض مشاهدي فيلم "الفيلم الأزرق" في الندوة أن هناك اختلافاً بينه وبين الرواية، فأشار مراد مؤلف "فيرتيجو" إلى أن هناك خطاً بين السينما والأدب، ولا يشترط تمثيل مشاهد الرواية بحذافيرها، كما أنه من الصعب إرضاء جمهور القراء وجمهور السينما على السواء، مضيفاً: "الفيلم أكسبني جمهوراً آخر". وحول أن الألفاظ والمشاهد الجنسية لها نصيب في أعماله الأدبية، يرى أحمد مراد أنها جزء من الحياة الإنسانية ووجودها له داع ليخدم النص. وعن تجلي بعض العبارات العامية في روايات مؤلف "تراب الماس"، بخاصة في الحوار بين الشخوص، يرى أحمد مراد أن استخدامه اللغة العامية يخلق حالة من التوحد النفسي ومواءمة المواقف. أما الروائي حسن كمال، فقال في حديثه: لا يوجد ما يسمى بالأدب الأكثر مبيعا، وإنما توجد كتب أكثر مبيعا، موضحاً أن التركيز على الأدب بشكل خاص في "الأكثر مبيعا" يتضمن تهميشا لألوان الكتب الأخرى، كالتاريخ والسياسة وغيرها. وأضاف مؤلف رواية "المرحوم" أن مبيعات الكتب تنبني على ذوق الجمهور وأكثر من عامل، وقال: لا يعيب الكتاب أنه يُباع. وأشار مؤلف "الأسياد" إلى أن أدب الشباب أثبت نفسه بجدارة وتحصله على الجوائز، ولم يأت من فراغ وإنما بناءً على التجديد وكسر التابوهات القديمة. واستكمل مؤلف المجموعة القصصية "عندما تقفز الأفيال" أن القصة القصيرة فن في منتهى الصعوبة على القارئ والكاتب لضغط الأحداث وكثافة الألفاظ، كما أعلن أن رواية "المرحوم" كُتبت في البداية قصة قصيرة، ولتعدد الأحداث والمشاهد حُولت إلى رواية. ويرى مؤلف المجموعة القصصية "كشري مصر" أن استخدام العامية في الحوار لا يعيب النص، إلا أنه لا يفضل الكتابة بالعامية في الرواية إذا كانت سرداً، وذلك منعا للركاكة، كما أن ذلك يمنع العمل الأدبي من التداول عربياً أحياناً، على الرغم من أن العامية المصرية أكثر سلاسة مقارنة بالعامية الجزائرية والمغربية والعراقية مثلا. ويرى حسن كمال أن المشهد الثقافي المصري لا يختلف عن نظيره السياسي في مستوى "الفوضى"، مشيراً إلى أن إصلاح المشهد الثقافي مرهون بالقراءة. وعن امتلاء المشهد الأدبي الراهن بالإصدارات الروائية في هذه المرحلة، يقول: لدور النشر دور كبير في انتقاء الأعمال المقدمة لها. فيما قال مصطفي الفرماوي، كممثل لمكتبات "الشروق" في الندوة: إن التفاف القراء حول الكتاب الشباب أمر إيجابي وبصيص أمل، و"الأكثر مبيعا" (الوهمي) يستمر لأسابيع على الأكثر، بينما استمراره لفترة طويلة يُنبئ عن جودة العمل وأنه إبداع حقيقي. وفي كلمة للناشر محمد البعلي، صاحب دار "صفصافة" للنشر والتوزيع، قال إن مهرجان القاهرة الأدبي الأول يهدف إلى تعزيز التواصل بين الأجيال المختلفة، وتقريب الجمهور إلى الكتاب، في إطار دعم الثقافة العربية. لمزيد من التفاصيل إقرأ أيضًا :