قال الروائي العراقي أحمد سعداوي إن الوطن العربي استبدل الرقابة السياسية بالرقابة الاجتماعية بالإضافة إلى السلطة المتمثلة في سلطة التابوه الاجتماعي، المسيطرة عبر التيارات المتشددة والعادات والتقاليد. وأكد الروائي الحائز على جائزة البوكر العربية، ل"بوابة الأهرام" أن هناك مناخًا محافظًا يهمن على المجتمعات العربية ويعطلها عن الإبداع والبوح. وبشأن تصاعد الأحداث السياسية في العراق وتأثيرها علي الوضع الثقافي العراقي قال سعداوي إن الثقافة تزدهر في المجتمعات المستقرة سياسيًا وأمنيًا والعكس صحيح. وأشار مؤلف رواية "فرانكشتاين في بغداد"، إلى أن الروائى العربى ينشغل بفكرة التجديد، وما الذى سيضيفه سواء على مستوى الشكل أو الأسلوب أو التقنيات وهو السؤال الذى استهلك جهدًا، وكان حافزًا لظهور أساليب جديدة، موضحًا أن الرواية العربية، وكل الأشياء التى ادعى أنها جديدة هي مرحلة من الفضاء الثقافى الغربى وتم الاشتغال عليه فى الروايات الأمريكية والفرنسية والإنجليزية، وأضاف في ندوة حول "التجديد في الرواية العربية "بمعرض القاهرة للكتاب أن الكاتب العربى مستهلك لأنماط تكرست فى المشهد العالمى، ولم يظهر لدينا أن كاتبا عربيا طرح أسلوبا جديدا. وقال: جرأة الكاتب فى استحداث شىء جديد، لافتًا إلى أن الرواية الفرنسية الجديدة التى كانت مشغولة بالتجريب ثم الرواية الفرنسية الجديدة الجديدة التى هى كلها تجريب، وهناك كتاب عرب قلدوا هذه التجارب والرواية بهذا المضمار ابتعدت أكثر وأكثر عن القارئ والإجابة عن سؤال مغذى الرواية، ما الذى تقدمه الرواية للمجتمع والقارئ حتى صارت مجالا للمبارزات. وأوضح سعداوي أن مسار التجديد انتهى بظهور تيار الواقعية السحرية، والعودة إلى مصادر الحكاية الأولى، وهو موجة أدب ما بعد الحداثة والخروج من مخنق التجديد من أجل التجديد، وصارت الرؤى الفلسفية أشمل، فليس ملزما أن تختار أسلوبًا محددًا أكثر من إلزامك الذاتى وما ترد أن تقول لم يعد التفكير فى أن تضيف شيئا جديدا على مستوى الشكل مطروحًا بل استخدام أى تقنية ليست كل القصص صالحة للحكى بأسلوب واحد، الحكاية ذات الإطار التاريخى تختلف عن الذاتية والتأملية".