ظاهرة سلبية موجوده الآن فى المجتمع بعد ثورة 25 يناير وهى انتشار الفوضى، فالبعض يفسر الحرية تفسيرا خاطئا يفعل ما يشاء دون أن يعبأ بالقوانين. هذا هو الواقع الآن فى معظم شوارع وطرقات القاهرة، الباعه يحتلون الأرصفه ويفترشون بضائعهم من كل صنف ونوع، والأسوأ من ذلك احتلال مداخل محطات المترو التى تحولت إلى أسواق دائمه لبيع الأدوات المنزلية والملابس بل وعربات الخضر والفاكهة، هذه الصور موجوده أمام بعض محطات مترو انفاق شبرا، بل وهناك من أقام "نصبه" لتقديم المشروبات والعصائر وآخر وضع فاترينه يعرض فيها ما يبيعه للجمهور. المشهد اليومى موجود لايتغير ولايوجد أى أثر لرجال البلدية الذين كانوا يتصدون لهذه الفوضى من الباعه الجائلين ويصادرون بضاعتهم . يقول الدكتور سيد عبدالله ( استاذ جامعى ): " فوجئت ببائع يستغل السور الخارجى لكلية هندسة شبرا ويعلق ملابس حريمى يبيعها للجمهور فى الشارع، للأسف ما يحدث فى المجتمع الآن شىء فى غاية الخطورة لايمكن أن تستمر هذه الفوضى، ولابد أن يتصدى المواطنون على الأقل بعدم التعامل مع هؤلاء الباعه المتجاوزين، ثم أين شرطة المرافق؟ ولماذا لاتقوم بدورها تجاه هذه الفوضى خاصة وأن عربات المأكولات والخضر تترك مخلفاتها فى نهاية اليوم أمام محطات المترو فى شارع شبرا الرئيسى". تقول أسماء عبدالعزيز : قبل الثورة كانت هناك أماكن معينة مخصصة للباعة الآن أصبحت كل الطرقات عبارة عن اسواق يباع فيها كل شىء، فى وسط البلد على سبيل المثال لا يستطيع المارة السير بسهولة نظرا لأن كل الأرصفة احتلها الباعة الجائلون فهذا يبيع لعب أطفال وآخر يعرض خردوات وثالث يبيع الأعلام والبوسترات وعدم التعرض لهؤلاء الباعه شجعهم على الاستمرار وشجع غيرهم على تقليدهم فى صورة سلبية بكل المقاييس . ونسأل الدكتور هشام بحرى استاذ الطب النفسى عن تفسيره لهذه السلوكيات التى ظهرت بعد الثورة من فوضى الباعة الجائلين يقول: ما يحدث من الباعة الجائلين شىء منطقى خاصة أن هذه فئة غير متعلمه ذات وعى محدود لكنها معذورة لأنها تبحث عن لقمة العيش ولايهمها الطريق الذى تسلكه، وسبل الحياة أمامهم محدودة خاصة أن الدوله لم تقدم لهم البدائل مثل تخصيص اماكن لهم كأسواق للبيع فهناك افتقاد للتنظيم من جانب الدوله ومن جانبهم . وفى ظل غياب الشرطة تحول الأمر الى ظاهرة تضايق المواطنين وتضيف عبئا الى الزحام القائم أصلا والمجتمع ينظر لهؤلاء الباعه كمجرمين يبحثون عن مصالحهم على حساب مصلحة المجتمع وهم ليسوا كذلك، فالمسئولية تقع على الجميع وليس الباعه وحدهم ولايجاد حل لابد من البحث عن بديل يوفر لهم سبل العيش الكريم. رفض مصدر فى شرطة المرافق الحديث وقد لجأت الى المحليات حيث يقول عبدالعزيز طلبة، رئيس حى الزاوية الحمراء :" نتذكر ما حدث منذ حوالى أسبوعين فى ميدان رمسيس أهم ميادين القاهرة فى الحملة التى قامت بها شرطة المرافق وتم الاعتداء على عميد شرطة وللأسف الأحياء الآن مجردة من السلاح تماما، ويستغل الباعة ذلك وهناك فوضى فى كل مكان حتى فى رمسيس نزل الجيش الميدان ومع ذلك عاد الباعة لاحتلال المكان". ويضيف: "لاينزل معنا فى الحملات شرطة المرافق ولا قسم الشرطة التابع لنا الكل متوقف عن العمل وتبريرهم لذلك لاتوجد تعليمات بالتعامل مع الجمهور، وأن يكون التعامل بحظر شديد، لذلك مازال الانفلات الأمنى موجودا وهناك غياب أمنى فى كل مكان وشرطة المرافق لو نزلت يكون معهم القوات المسلحة، فالشرطة تطالب بذلك أن ينزلوا بناء على طلب الجيش أى خطوة القوات المسلحه تسبق خطواتهم. كرئيس حى عندى تجاوزات كثيرة فى الحى، لكنى عاجز عن مواجهتها والتصدى لها لدرجة أن البلطجية بنوا أكشاك طوب على الأرصفه وصدرت قرارات إزالة ونجحت فى ازالة ثلاثه فقط من 20 كشكا لأننا فوجئنا بثورة علينا وتم التعدى علينا وفشلنا فى تنفيذ القرار لذا لابد من تواجد أمنى فعلى وليس شكليا0 فى الحى 616 شارع وحارة ليس بهم عسكرى واحد .. أنا كرئيس حى جاهز لعودةالانضباط لكن لكن ليس لدى تأمين للحماية لدرجة أن البلطجية يقتحمون مكتبى، ولا أستطيع الدفاع عن نفسى وحتى لو بلغت الأمن أو الجيش لن يحضر قبل ساعة". ويستطرد :"سبق وخاطبت قسم الشرطة تليفونيا وأيضا كتابة، ويرفضون تسلم أى كتابات وطبعا تبريرهم فى ذلك أن المواطن يتعامل معهم بصورة مهينة .. عندى 12 ساحة انتظار سيارات يسيطر عليها البلطجية بوضع اليد وحاولت تقنين أوضاعهم بشكل قانونى دون جدوى، وهذا شكل من أشكال الفوضى الموجوده فى الأحياء".