انتقد السفير محمد صبيح، الأمين العام المساعد لدى الجامعة العربية لشئون فلسطين والأراضي العربية المحتلة، ماأسفرت عنه نتائج التصويت في مجلس الأمن الليلة قبل الماضية بشأن مشروع القرار العربي – الفلسطيني حول إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضي دولة فلسطين وفق جدول زمني. وقال في تصريح للصحفيين اليوم :إننا تلقينا ببالغ الأسف والحزن هذه النتائج حيث لم يتمكن مجلس الأمن المسئول عن حفظ الأمن والسلم الدوليين، من القيام بواجبه جراء الضغوط الكبيرة التي استعملت لمنع الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه المشروع في تقرير مصيره. وأكد صبيح أن التبريرات التي أعطت لعدم تمرير المشروع لاتستند الى أي منطق أو قانون دولي، وتصب باتجاه دعم وتكريس الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. وأعرب عن تقدير الجامعة العربية لكل الدول التي صوتت لصالح مشروع القرار العربي –الفلسطيني ، والذي وصفه بالمشروع الموضوعي الذي يستند إلى قرارات الأممالمتحدة وميثاقها والقوانين الدولية ، ويهدف إلى إنهاء الاحتلال وإنهاء النزاع في هذه المنطقة الحساسة "، مذكرا بكل أسف وآسى بموقف الدول التي عملت على تعطيل دور مجلس الأمن وعدم تحمله لمسؤولياته. ورأي صبيح أن إخفاق مجلس الأمن فى تمرير المشروع وجه ضربة موجعة لقوى الاعتدال التي تعمل من أجل السلام في المنطقة "، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني بهذا التصويت يحرم من حقه في تقرير المصير والاستقلال بالقوة المسلحة الإسرائيلية وبقوة النفوذ والضغط السياسي للدول التي تكيل بمكيالين. وردًا على سؤال حول شكل الدعم العربي لإعلان القيادة الفلسطينية الذهاب إلى المنظمات الدولية المعنية للانضمام إليها بعد هذا التصويت، قال صبيح " إن الجامعة العربية في هذا الموقف تحديدا لها قرارات وزارية واضحة، طلبت من القيادة الفلسطينية أن تذهب إلى كافة المنظمات الدولية والاتفاقيات للتوقيع عليها، وهذا نص موجود في قرارات وزراء الخارجية العرب باعتباره حقا للدولة الفلسطينية. وتساءل صبيح : لماذا يستثنى الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه المشروع في تقرير المصير ؟،وأجاب :إذن لابد من استمرار المسيرة وعلى من وقف ضد مشروع القرار في مجلس الأمن أن يتحمل النتائج.! وحول وجود انتقادات عدة للقيادة الفلسطينية لتسرعها في طرح المشروع قبيل دخول أعضاء جدد في مجلس الأمن مؤيدين للموقف العربي، قال صبيح "إن هذه الانتقادات ليست جديدة وعمرها أكثر من 60 عاما، ومنع الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه ، وقبل أن يعيش على 22 بالمئة على أرضه ، ومع ذلك هناك انتقادات للقيادة الفلسطينية بالتسرع وإضاعة الفرص، وهذه الانتقادات هي كلام يجانبه الصواب تماما"، موضحا أن القيادة الفلسطينية فاوضت لمدة 16 عاما وهي مدة ليست بسيطة خاصة وأن الأرض الفلسطينية تسلب من قبل المحتل الإسرائيلي يوميا، أي أنه لم يبق هناك كلام لحل الدولتين. وأشار صبيح إلى أن القيادة الفلسطينية تصرفت بالطريقة الصحيحة ووضعت العالم أمام مسئولياته وذهبت إلى مجلس الأمن لدق ناقوس الخطر وكان على العالم أن يسمع، لكن الدول التي عارضت أو امتنعت عن التصويت لم تسمع إلى هذا التحذير الفلسطيني، وهي تسير في طريق يؤدي إلى المفاوضات التي تمثل حلقة مفرغة وإضاعة للوقت يستفيد منه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والقيادة الإسرائيلية.