"روايات توفيق الحكيم حافلة بمظاهر المجتمع الغارق في الوحل حد الاختناق، ومظاهر القهر وحالة اللاحرب واللاسلم واللاهنا، والإفلاس الاقتصادي والنهب واستفحال الفوضى والحقد والغضب جراء الظلم، والشعور بالقهر من الدوافع الرئيسة للثورة، فالمافيا السياسية والمالية. كل ذلك من تداعيات الثورة والتمرد على الاحتلال، وذلك واضحٌ جليٌ في عودة الروح، فهي تعبيرٌ فنيٌ ناضجٌ وأكثر تصويرًا للثورة المصرية البيضاء". هذا ما يقوله الباحث أحمد عزيز زريعة في أطروحته (الماجستير) التي يناقشها بعد غد الثلاثاء بعنوان "الحراك الاجتماعي في روايات توفيق الحكيم - دراسة سوسيونقدية"، مشيرًا إلى أن رواية "عودة الروح" تضم عددًا كبيرًا من النصوص الاجتماعية التي تحاكي حركة الحراك المجتمعي، وتصور عددًا وافرًا من العادات، والتقاليد بمحاكاة إنسانية شاملة لطبيعة الأحداث، المتمثلة في قمة الصراع المجتمعي المتصاعد لشخصيات الرواية. ويقول إن الرؤى الاجتماعية التي يطرحها الحكيم في أعماله متنوعة، فالفن في نظره يعكس نبض حركة الحياة والواقع، والشعب المصري وصبره على الشدائد والمصائب، وقد صور أغلب شخصياته من طبقات عامة الشعب، اهتم بتحديد أسماء شخصياته ودلالاتها الاجتماعية، مشيرًا إلى أن الرواية عند الحكيم تعطينا صورة حية للحياة والواقع، نجدها تحمل كفاءة على إثراء خبرات القراء وصقلها من خلال التعاطف مع العدل، والحرية، والعيش بكرامة إنسانية، فهي بتعبير أصح مرايا سحرية يرى فيها القارئ جوانب من عالمه، ومستقبل وطنه المُتثائب للحرية. واستنتج الباحث أن أعمال الحكيم قد تميزت ببنيات سردية موزعة على أحداث الروايات والحوارات اللغوية حيث تميزت "اليوميات" بزمن مماثل لحاضرنا الآن؛ فأحداث الرواية تعبر عن سلسلة من الوقائع المتكررة سنويًا، و"عودة الروح" جاءت لغتها مناسبة لأجواء الحراك الاجتماعي فلم تتقعر، ولم تتباسط حد الركاكة. جدير بالذكر أن لجنة المناقشة تتكون من الأستاذ الدكتور محمد حسن عبد الله أستاذ البلاغة والنقد الأدبي والأدب المقارن بكلية دار العلوم- جامعة الفيوم "مشرفًا ومناقشًا ورئيسًا"، والأستاذ الدكتور مدحت سعد الجيار أستاذ الأدب والنقد بكلية الآداب جامعة الزقازيق وأمين عام صندوق اتحات الكتاب "مناقشًا"، والدكتور كمال عبد العزيز أستاذ مساعد البلاغة والنقد الأدبي بالكلية "مناقشًا"، والدكتور محمود إبراهيم الضبع أستاذ مساعد الأدب والنقد الأدبي بكلية الآداب – جامعة قناة السويس "مشرفًا مشاركًا ومناقشًا".