سفيرنا في لندن لكبير أساقفة كانتبري: مواجهة التطرف وتجديد الخطاب الديني أولوية كبري في مصر

التقى السفير المصري في لندن ناصر كامل، كبير أساقفة كنيسة كانتبري الإنجيلية "جستين ويلبي" صباح اليوم، حيث ناقشا سبل مد جسور الحوار الديني بين كنيسة إنجلترا وبين مؤسسة الأزهر الشريف، نظراً للمكانة الكبيرة التي تتمتع بها الأخيرة كأهم مؤسسة دينية إسلامية في العالم، ولدورها في نشر التسامح والاعتدال والإعلاء من قيم التعايش المشترك بين أتباع الديانات المختلفة.
وبحسب وزارة الخارجية، أعرب كبير الأساقفة خلال المقابلة عن تطلعه لتفعيل الحوار بين المؤسستين على مختلف المستويات، مشيراً إلى اهتمامه الشخصي بمسألة تجديد الخطاب الديني الذي يراه ضرورياً في كل المجتمعات سواء من أجل مساعدة البشر باختلاف معتقداتهم في إيجاد حالة من السلام النفسي التي تسهم في توافقهم مع المتطلبات الصعبة للحياة الحديثة، أو للإعلاء من القيم الروحية التي تبتعد عن الكراهية ورفض الآخر وتؤدي بالتالي للانجراف إلى التطرف أو التشدد.
من جانبه فقد رحب السفير ناصر كامل بالتعاون مع الكنيسة من أجل إعادة إطلاق حوار الأديان بمشاركة الأزهر الشريف، كما اتفق مع رؤية كبير الأساقفة، مشيراً إلى أن التدين هو أحد السمات الأساسية للمجتمع المصري بالنسبة للمسلمين والمسحيين على حد سواء، شأنهم في ذلك شأن معظم المجتمعات في المنطقة، الأمر الذي يعظم من مسئولية المؤسسات الدينية الكبرى فيما يتعلق بنشر وترسيخ قيم الاعتدال والوسطية في المجتمع.
وأوضح السفير أن مسألة تجديد الخطاب الديني تعد أولوية مجتمعية وسياسية في مصر قبل أن تكون ساحة مهمة للاجتهاد الفكري والثقافي، لكون تجديد الخطاب الديني وإظهار ترسيخ الدين لقيم التسامح وقبول الآخر يعتبر مكونا أساسياً من مكونات نظرتنا الشاملة لمواجهة خطر التطرف والإرهاب، مشيراً إلى أن مصر قد استوعبت درسها من خلال تجربتها مع قوى التطرف في السنوات الأخيرة، حيث وضع الدستور المصري ضمانات لحرية العقيدة وللحفاظ على مدنية الدولة وإبعاد الدين عن الأهواء والأطماع السياسية.