أصدر الكاتب رامي عطا صديق، الكاتب والباحث وعضو اتحاد كتاب مصر، ومدرس الصحافة والإعلام بأكاديمية الشروق، كتابًا جديدًا بعنوان" مسلم ولا مسيحي"، ضمن سلسلة مؤلفاته، في مجال المواطنة وقبول الآخر. استهل الكاتب رامي عطا مقدمة كتابه بإنعاش الذاكرة الوطنية تاريخيًا، منوهًا بأن التاريخ في حقيقته معلمًا للإنسان ويستقي منه الكثير من الحكم والمواعظ والعبرات. يضم الكتاب مجوعة مقالات من تاريخ المصريين الحديث والمعاصر، تدور مجملها حول قيمة الوحدة الوطنية باعتبارها قيمة مقدسة أصبحنا في احتياج شديد إلى ترسيخها ورعايتها أكفر من أي وقت مضى، بمشاركة كافة مؤسسات المجتمع الرسمية والمدنية والدينية والتعليمية والإعلامية والثقافية ومؤسسات المجتمع المدني، من أجل ضمان وطن واحد متحد ومجتمع متماسك يسعي أبناؤه من أجل البناء لا الهدم والإيمان بأننا نعيش في وطن واحد ويجمعنا مصير مشترك. ويحتوي الكتاب علي عدة مقالات أو حكايات تدور في مجملها حول قيمة الوحدة الوطنية بين المواطنين المصريين والمواطنين الأقباط، تلك القيمة المقدسة التي أصبحنا في احتياج شديد لترسيخها ورعايتها وتدعيمها في نفوس المصريين. وأشارت صفحات الكتاب إلى أن الاختلاف الديني بين أبناء الوطن "مصر" لم يمنع التعايش المشترك فيما بينهم لقرون عديدة، وإن كانت هناك بعض المشاحنات التى حدثت في ظل ظروف مجتمعية شتى تكاتفت على إعلاء مظاهر الخلاف وأضعفت من مظاهر الوحدة والاتحاد. وأبرزت سطور الكتاب أسماء عدد من رواد الإصلاح والتنوير الذين عرفتهم مصر فى التاريخ الحديث والمعاصر كما كان لهم دور واضح في تأكيد قيمة الوحدة الوطنية منهم البابا كيرلس الرابع الملقب بأبي الإصلاح القبطى، وعبد الله النديم صحفي الثورة العرابية وخطيبها، والأنبا إبرآم أسقف الفيوم والجيزة المتوفي سنة 1914. ومن رموز ثورة 1919 تبرز أسماء سعد زغلول، وعلى شعراوى، وعبد العزيز فهمي، وفخرى عبد النور، وويصا واصف، وتوفيق أندراوس، ومحمد محمود، وأحمد لطفي السيد، ومحمد على ، ومحمود أبو النصر، وواصف بطرس غالي، وسينوت حنا، وجورج خياط، وحمد الباسل، وفتح الله بركات، ومرقص حنا، ومحمد عاطف بركات. والدكتور طه حسين، عميد الأدب العربي، والأديب العالمي الكبير نجيب محفوظ الحاصل على جائزة نوبل في الأدب، وآخرين من رواد الثقافة والفكر الذين آمنوا بإعمال العقل وحملوا على عاتقهم مهمة التنوير والإصلاح والمساهمة في بناء هذا الوطن وتحديثه، وذلك منذ أواخر القرن التاسع عشر وطيلة سنوات القرن العشرين. واختتم الدكتور رامي، كتابه بطرح سؤال "مسلم لا مسيحي؟!"، وهو نفس عنوان الكتاب، ذلك السؤال الذي يتردد في المجتمع المصري بين الحين والآخر، هنا أو هناك ولكن تبقى الكتابة في الغالب لتعبر عن حالة الوحدة الوطنية لا عن حالة التدين التي نعيشها.