قال السلطان قابوس، الذي يعالج في ألمانيا منذ يوليو الماضي، إنه لن يحضر الاحتفالات، التي تقيمها سلطنة عمان هذا الشهر من كل عام، بمناسبة عيد مولده. وقد شارك عدد كبير من العمانيين في صلوات عامة والدعاء، لعودة السلطان (73 عامًا) إلى الوطن سالمًا، بعد غيابه في الخارج لنحو أربعة أشهر، وهو شيء لم يحدث من قبل. ومنذ تسلمه السلطة عام 1970، انتشل السلطان قابوس الدولة الصغيرة المصدرة للنفط من براثن الفقر والشقاق، وحولها إلى دولة مزدهرة متحالفة مع الولاياتالمتحدة، وذاعت سمعته كوسيط لتخفيف التوترات التي تثور بين حين وآخر بين دول الخليج العربية وجارتها إيران. وبث تليفزيون سلطنة عمان رسالة مصورة للسلطان قابوس، الذي بدا واهنا، هنأ فيها الشعب بالذكرى الرابعة والأربعين لنهضته، التي سيغيب عنها، لوجوده خارج البلاد. وقال السلطان قابوس، الذي كان يتلو رسالته وهو جالس: "إنه لمن دواعي سرورنا أن نحييكم وبلدنا العزيز في هذه الأيام المباركة على مشارف الذكرى الرابعة والأربعين لمسيرة نهضته الظافرة، التي تسير وفق الثوابت التي أرسينا دعائمها منذ اليوم الأول لها، وإننا لنحمد الله عز وجل ونشكره ونثني عليه على ما يسر لنا من رشد وصلاح للأخذ بهذه المسيرة نحو دولة عصرية راسخة الأركان ماضية بكل عزيمة نحو مستقبل مشرق واعد من التطور والنماء". وتابع: "وإنه يسرنا أن نوجه إليكم جميعا التهنئة بهذه المناسبة السعيدة التي شاءت الإرادة الالهية أن تتزامن هذا العام ونحن خارج الوطن العزيز، للأسباب التي تعلمونها، والتي ولله الفضل أن هيأ لنا من النتائج الجيدة ما يتطلب منا متابعتها حسب البرنامج الطبي خلال الفترة المقبلة". واعتاد السلطان قابوس أن يحضر عرضًا عسكريًا في مسقط يوم مولده، ولم يغب عن هذه المناسبة منذ توليه السلطة عام 1970. وأبلغ ديوان البلاط السلطاني العمانيين، قبل عيد الأضحى، أن السلطان قابوس بصحة جيدة، لكنه لم يقل ما طبيعة الفحوصات التي يجريها، أو ما الذي يشكو منه. وعبر عمانيون في أحاديثهم الخاصة عن قلقهم من تقارير عن إصابة السلطان بسرطان القولون، ولم تعلق السلطات على التقارير. وفي رسالته، حيا السلطان قابوس القوات المسلحة، قائلًا: "كما يسرنا أن نحيي قواتنا المسلحة الباسلة بكل قطاعاتها في جميع ثغور الوطن العزيز على دورها الوطني الجليل الذي يلقى منا كل التقدير على الدوام، مؤكدين سعينا المستمر بعون الله في مدها بكل ما هو ضروري من المعدات للقيام بأداء واجبها ورسالتها النبيلة في حماية تراب الوطن والذود عن مكتسباته".