قررت السلطات التركية تولي جهاز المخابرات التركي الإشراف والمراقبة على دخول قوات البشمركة بإقليم كردستان العراق إلى مدينة كوباني (عين العرب) السورية عبر الأراضي التركية، بعد معارضة الجيش لتقديم المساعدات لحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي السوري الذي تعتبره أنقرة امتدادًا لمنظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية. وأكد خبراء عسكريون أتراك في تصريحات خاصة لصحيفة "آيدنلك" اليسارية اليوم الخميس- أن أنقرة تشهد أزمة متفاقمة بين حكومة العدالة والتنمية والجيش بعد إرسال الولاياتالمتحدة إمدادات عسكرية جوية لمدينة كوباني وموافقة الحكومة التركية على مرور قوات البشمركة إلى كوباني عبر تركيا، وأن خطوة إرسال قوات البشمركة إلى كوباني لا تجلب الفائدة ولن تستطيع هذه الخطوة تغيير مسار الحرب الدائرة بين تنظيم داعش والمقاتلين الأكراد، فضلاً عن أن الصراع الحالي تجاوز كوباني واكتسب بعدًا دوليًا. من جانبها، قالت صحيفة "راديكال" التركية إن هيئة الأركان العامة نقلت اعتراضاتها على تدخل تركيا في الأوضاع الجارية في كوباني فضلاً عن نقلها للحكومة حقيقة أن الاتحاد الديموقراطي الكردي السوري هو بالفعل امتداد لمنظمة حزب العمال الكردستاني وقد تنتقل الأسلحة والذخائر منهم إلى المنظمة كما حصل في الفترات الماضية، ولكن مع ذلك وافقت الحكومة على طلبات إدارة واشنطن وغضت الطرف عن آراء وتقييمات الجيش، واضطرت الحكومة لتسليم صلاحية ومسئولية الإشراف والرقابة على عمليات انتقال البشمركة لمدينة كوباني إلى جهاز المخابرات التركي بدلاً من الجيش الذي رفض تسلم هذه المهمة. وتشير مزاعم إلى أن رئيس جهاز المخابرات هاكان فيدان، غادر إلى شمال العراق والتقى مع مسعود البرزاني، رئيس إقليم كردستان العراق، والرئيس المشارك للاتحاد الديموقراطي الكردي السوري صالح مسلم، كل على حدة في مدينة أربيل لمناقشة الاتفاق بين الأكراد وتقييم الأوضاع الجارية في كوباني، ورغم انتشار مزاعم زيارة فيدان إلى أربيل، لم تصدر الحكومة أي بيان لتكذيبها، بحسب الصحيفة. وفي سياق متصل، قالت صحيفة "ميلليت" التركية إن رئاسة هيئة الأركان العامة رفضت مؤخرًا مشروع قانون أعدته حكومة العدالة والتنمية يتضمن ربط قيادة قوات الدرك بوزارة الداخلية وقبلت الحكومة توصيات وآراء الجيش وتنازلت عن وضع المشروع حيز التنفيذ. وقررت الحكومة إرسال المشروع إلى رئاسة البرلمان لإقراره في إطار عملية الانفتاح على منظمة حزب العمال الكردستاني لدفع مسيرة السلام الداخلي إلى الأمام. وأضافت الصحيفة أن الحكومة التركية اتخذت هذه الخطوة بعد رفض الجيش تقديم المساعدات لأكراد سوريا ومرور البشمركة عبر الأراضي التركية إلى كوباني، فيما أكدت عدة أطراف أن خطوة وضع مشروع ربط قيادة قوات الدرك بوزارة الداخلية خطوة تهديدية من الحكومة للجيش. وأشارت مصادر من داخل حزب العدالة والتنمية- وفق الصحيفة- إلى أن رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان يحاول إدارة البلاد بشكل منفرد دون استشارة أي طرف من حكومة رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو أو من حزب العدالة والتنمية. وأكدت نفس المصادر أن العديد من القرارات والإجراءات لا يعلم عنها داود أوغلو ووزراؤه إلا بعد إعلانها لهذا السبب تظهر تفسيرات وتناقضات في تصريحات الوزراء حول التطورات الجارية في كوباني، وهو بالتالي ما تسبب في أزمة داخل الحكومة التركية.