بينما كان الأثري والصحفي الكبير الملاخ يمضى قدما في تفقد منطقة الأهرام ومعاسنة حفائرها عثر على 7 حفر في محيط الهرم الأكبر تضم ما عُرف ب"مراكب الشمس" خمسة منها تتبع هرم خوفو، واثنتان تتبعان أهرام الملكات، وقد وجدت حفر مراكب الشمس جنوب هرم خوفو في حالة جيدة ومغلقة. موضوعات مقترحة الفنان التشكيلي منير كنعان.. رائد فن التجريد في مصر| صور حكاية الإنسان والزمان.. أصل الاحتفال بليلة رأس السنة عند شعوب العالم بدء ترميم المركب الثاني لخوفو.. كيف اكتشف كمال الملاخ «مراكب الشمس»؟| صور والاستخدام الفعلي لهذه المراكب هو استخدام جنائزي في المقام الأول، حيث كانت توضع عليها جثث الملوك وقت المراسم الجنائزية، وهى عبارة عن مراكب خشبية صُنعت من خشب الأرز، وتم العثور عليها مفككة الأجزاء، وقد تم جلبها من لبنان فى زمن الدولة القديمة. بدوره يقول الدكتور محمود حامد الحصري، أستاذ مساعد بآثار جامعة الوادي الجديد ل"بوابة الأهرام"، مركب الشمس الأولى تم اكتشافها على يد عالم الآثار المصري والصحفى كمال الملاخ في عام 1954م في حفرتين مسقوفتين عند قاعدة هرم خوفو الجنوبية، وقد تم العثور على أجزاء هذا المركب مُفككة، وقد بلغ عددها 1224 قطعة من خشب الأرز الذي كان يُجلب من لبنان، وقد تم ترميم وإعادة بناء ذلك المركب مرة أخرى، ووُضع داخل المتحف الحالي الذي شُيد فوق الحفرة الأصلية للمركب، وقد نُقلت مؤخراً للمتحف الكبير بالرماية، ويبلغ طول هذا المركب حالياً 43,3م وعرضه حوالي 5,6م. كمال الملاخ.. سيرة ومسيرة وُلد كمال وليم يونان الملاخ في 26 أكتوبر عام 1918م، وحصل علي شهادة البكالوريا ثم التحق (بمدرسة الفن) كلية الفنون الجميلة، قسم عمارة، وتخرج منها في عام 1934م ثم التحق بكلية الضباط الاحتياط وتخرج منها أيضا. عمل كمال الملاخ في البداية بمصلحة الآثار المصرية (منطقة الأهرامات)، حيث درس الآثار في معهد الآثار، وحصل علي ماجستير الآثار المصرية وفقه اللغة المصرية القديمة علي يد عالم الآثار الفرنسي أيتين دريتون، وقد أسس كمال الملاخ الجمعية المصرية للكُتَّاب ونقاد السينما فى عام 1973م، والتى أسست مهرجان القاهرة السينمائي. كان كمال الملاخ الرسام الأساسى لأخبار اليوم وآخر ساعة والأخبار والجيل الجديد، وكمال الملاخ أيضا هو من أسس مهرجان الإسكندرية للأفلام، وفي عام 1981م أسس الملاخ مهرجان أسوان للسينما الإفريقية، وفى مجال الآثار اكتشف الملاخ مراكب الشمس (مراكب خوفو)، وكان لهذا الكشف شأن عظيم، حيث نشرت مجلة ال Times صورة الملاخ غلافاً للعدد. وكتب كمال الملاخ العديد من الكتب، منها الفني والتاريخي، وترجمت لعدة لغات، كما كتب موسوعة عن تاريخ مصر الفرعوني، وشارك في عمليات إعادة إعمار وترميم معابد الكرنك بالأقصر، وقد كان الملاخ رساماً وصحفياً دولياً، ومهندساً وروائياً، وتوفي بالقاهرة في 29 أكتوبر عام 1987م. ترميم مراكب الشمس ويضيف د. محمود الحصري، أن مشروع ترميم وإعادة تركيب أجزاء مركب خوفو الثانية برئاسة فريق عمل مصري ياباني يعد واحداً من أكبر مشاريع الترميم التي تتم في العالم، حيث أنه يعكس أوجه التعاون المثمر بين مصر واليابان، وكان لأثريين ومرممين المجلس الأعلى للآثار بصمة واضحة ومميزة في عملية استخراج وترميم متحف خوفو الثانية المعد عرضها بالمتحف الكبير، حيث إنه من المقرر أن تستغرق عملية تجميعها وتركيبها حوالي أربع سنوات، وأن جميع أعمال تجميع المركب سوف تتم داخل مبنى مراكب الملك خوفو الجديد بالمتحف الكبير، حيث تكون الزيارة أولا ُللمركب الأولى، ثم مشاهدة أعمال تجميع المركب الثانية داخل المبنى. بيان وزارة السياحة والآثار وشهد منذ عدة أيام شريف فتحي وزير السياحة والآثار، بمرافقة الدكتور أحمد غنيم الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير، وميادة مجدي الممثل الأول الإقليمي الوكالة اليابانية للتعاون الدولي مصر (الچايكا) مصر، أعمال تثبيت أول قطعة خشبية من ألواح مركب الملك خوفو الثانية التي تم ترميمها، على الهيكل الخشبي المُعد خصيصًا، إيذانًا ببدء المرحلة الأهم من مشروع إعادة تركيب المركب داخل متحف مراكب خوفو بالمتحف المصري الكبير. حضر الفعالية الدكتور خالد حسن نائب الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير للشئون الأثرية والدكتور عيسى زيدان مدير عام ترميم الآثار ونقل القطع بالمتحف المصري الكبير، وعدد من قيادات المتحف وخبراء الترميم المصريين واليابانيين. وأعرب شريف فتحي وزير السياحة والآثار عن بالغ سعادته وفخره بهذا الحدث العلمي والأثري الفريد، مؤكداً على أن ما نشهده لا يقتصر على إعادة تركيب لمركّب أثري، بل يُمثّل إحياءً حقيقيًا لفصل بالغ الأهمية من عبقرية المصري القديم، ويُعد أحد أهم وأضخم مشروعات ترميم الآثار في القرن ال 21، لما يحمله من قيمة تاريخية وإنسانية استثنائية، ولما يعكسه من تقدم علمي وتقني في مجال صون التراث. وثمّن السيد الوزير التعاون الوثيق والممتد بين مصر واليابان في مجال العمل الأثري، مشيرًا إلى أن هذا المشروع يُجسد نموذجًا ناجحًا للشراكة العلمية الدولية القائمة على تبادل الخبرات، وتطبيق أحدث الأساليب العلمية في الترميم والحفظ. وأوضح وزير السياحة والآثار أن تنفيذ أعمال ترميم وإعادة تركيب المركب داخل متحف مراكب خوفو يُتيح لزائري المتحف من المصريين والأجانب تجربة استثنائية غير مسبوقة، حيث يمكنهم متابعة مراحل العمل العلمي والهندسي لحظة بلحظة، في تجربة حية تمزج بين المعرفة العلمية والمتعة البصرية. وأشار إلى أنه من المقرر أن تستغرق أعمال التركيب نحو أربع سنوات، حتى الانتهاء من إعادة تجميع المركب بالكامل داخل متحف المراكب. ويُعد مشروع مركب الملك خوفو الثانية واحدًا من أهم مشروعات الترميم الأثري في العصر الحديث، حيث بدأ منذ اكتشاف حفرتي المراكب عام 1954. فبينما أُعيد تركيب المركب الأولى وعُرضت للجمهور، ظلت الحفرة الثانية مغلقة لعقود طويلة حفاظًا على بيئتها الداخلية. وفي عام 1992 انطلق المشروع المصري–الياباني بخطة علمية متكاملة شملت دراسات بيئية ومعملية دقيقة، وأعمال توثيق ورفع وترميم بالغة التعقيد. وشهدت مراحل العمل إنشاء منشآت حماية ومعامل ترميم متخصصة، ورفع أحجار الغطاء الجيري الضخمة، ودراسة مظاهر التلف التي لحقت بالأخشاب عبر آلاف السنين، إلى جانب توظيف أحدث تقنيات التوثيق، بما في ذلك التصوير والرسم والمسح ثلاثي الأبعاد، حيث تم استخراج نحو 1650 قطعة خشبية كانت مرتبة داخل 13 طبقة. ويبلغ طول المركب الثانية نحو 42 مترًا، ويتميز بخصائص إنشائية ووظيفية تختلف عن المركب الأولى، من بينها عدد المجاديف والعناصر المعدنية المصاحبة، وهي عناصر تعكس دقة التخطيط والتنظيم في صناعة السفن لدى المصريين القدماء خلال عصر الأسرة الرابعة. ويؤكد مشروع مركب خوفو الثانية ما بلغه المصري القديم من تقدم هندسي ومعرفي في بناء السفن، ويُعمق فهم الدور الرمزي والجنائزي للمراكب الملكية، كما يُجسد ريادة الخبرة المصرية في صون التراث الإنساني، وأهمية التعاون الدولي في إحياء كنوز الحضارة القديمة وتقديمها بصورة معاصرة للأجيال الجديدة.