شدد الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية على أهمية تكثيف الجهود الدولية لدعم وحماية أمن لبنان واستقراره السياسي من الآثار المدمرة للأزمات المشتعلة من حوله ومساندة جهود حكومة الرئيس تمام سلام في مواجهة الظروف المضطربة والخطيرة المحيطة بلبنان والمنطقة بأسرها باعتبار أن استقرار وأمن لبنان له مردوده على استقرار وامن المنطقة. جاء ذلك في الكلمة التى ألقاها أمام الاجتماع الوزاري للمجموعة الدولية لمساندة لبنان الذي عقد في نيويورك في إطار اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة. ونبه العربي إلى أنه قد مضى عام كامل على إطلاق آلية عمل مجموعة الدعم الدولية للبنان ، في الأممالمتحدة، والذي تبعه عقد اجتماعين هامين في باريس وروما، إلا أنه بكل أسف المخاطر والتحديات التي تواجه لبنان اليوم قد إزدادت صعوبة وتعقيداً، مشيرًا إلى أن اللبنانيين نجحوا في تخطي العديد من الصعوبات الأمنية والسياسية خلال الفترة الماضية معتبرا فى هذا السياق تشكيل حكومة الوحدة الوطنية إنجازا كبيرا، داعيا الى ضرورة استكماله بإجراء الانتخابات الرئاسية التي عبر عن أمله فى أن يتمكن اللبنانيون من إنجازها في أقرب الآجال، نظراً لأهمية موقع رئاسة الجمهورية وما تمثله دستورياً في بنية النظام اللبناني وآليات عمل مؤسساته الوطنية الشرعية. ولفت العربي إلى تزايد الأعباء الملقاة على عاتق الحكومة اللبنانية مع تفاقم الأزمة السورية وارتدادتها الخطيرة على أمن لبنان واستقراره، ومن أخطرها ما تعرض له لبنان مؤخراً من تفجيرات إرهابية أصابت عاصمته والعديد من مدنه، وكان آخرها الاعتداءات الإرهابية البشعة التي تعرض لها الجيش اللبناني في بلدة عرسال على أيدي جماعات تنظيم داعش وجبهة النصرة وغيرهم من المجموعات الإرهابية التي تحاول إثارة الفتن وأعمال القتل والإرهاب. وقال العربي إن هذا التطور الأمني الخطير يترافق أيضاً مع تزايد ملحوظ في أعداد النازحين السوريين إلى الأراضي اللبنانية، والتي تشير التقديرات إلى أنه قد وصل إلى أكثر من مليون ومائتي ألف نازح، وهذا عبء كبير جداً يفوق قدرات الحكومة اللبنانية، وقدرات الدول المحيطة بسوريا وعلى الخصوص الأردن، والإمكانيات المتوفرة للبنان لاستيعاب هؤلاء النازحين وتوفير الخدمات الإنسانية الأساسية لهم تعتبر مسؤولية يجب أن تشارك فيها جميع الدول القادرة. وأكد العربي مجددًا التزام جامعة الدول العربية بالتضامن التام مع لبنان وتوفير الدعم السياسي والاقتصادي له ولحكومته بما يحفظ الوحدة الوطنية اللبنانية وأمن واستقرار لبنان وسيادته على كامل أراضيه، مشيدًا بالدور الوطني الحاسم الذي يقوم به الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية اللبنانية لصيانة الاستقرار والسلم الأهلي وفي مكافحة الإرهاب. وطالب العربي بتوفير المزيد من الدعم للخطة الخمسية لتنمية قدرات الجيش اللبناني حتى يتمكن من الاستمرار في الاضطلاع بمسؤولياته وواجباته الوطنية، وعبر عن شكره للمملكة العربية السعودية التي وفرت 4 مليارات دولار لهذا الغرض كما أن القمة العربية في الكويت في مارس الماضي كانت قد أصدرت قراراً خاصاً في هذا الشأن، وأعتقد أن العديد من الدول العربية مستعدة للمساهمة في هذا المجال الحيوي بالنسبة للبنان. كما دعا العربي إلى ضرورة العمل على توفير الدعم المالي العاجل والطارئ المطلوب للحكومة اللبنانية لمساعدتها على تحمل أعباء استضافة وإيواء وإغاثة الأعداد المتزايدة من النازحين السوريين، وذلك وفقاً لخطة الإغاثة التي وضعتها الحكومة اللبنانية.