لدى المصريين عادة لعب الطاولة التي لم تعد تقتصر على كبار السن عند الجلوس على المقهى، ولكنها انتقلت إلى الشباب وأخيرًا غزت سوق السيارات المصرية -وتحديدًا- الوكلاء، وعلى ما يبدو أن أصول اللعبة لم تكن معروفة جيدًا؛ فالعمل في هذه السوق لا يعتمد على إلقاء الزهر والتعرف على ما جاء به للتحرك بالحجر "الكشاط" من الخانات، ومعرفة خطة اللاعبين الجدد الذين يتميزون بالحيوية الشديدة، وسرعة التغير، واستخدام الأساليب الحديثة في التعرف على الفنيات؛ هذا هو حال سوق السيارات في مصر، أصبح لعب "الطاولة". الصينيون دخلوا الأسواق بكل ما يملكون من تقنية وباقات من المميزات الخاصة؛ بالضمان والصيانات والانتشارية في الكثير من المواقع المميزة والحملات الدعائية، مستغلين عناصر من المدونين واليوتيوبرز والإعلانات التقليدية المعروفة؛ لإضفاء نوع من الشرعية والمصداقية فيما يقدمونه، وبالطبع الأسعار التى لا تصدق إلا فى الأحلام، فى الوقت الذي تنفرد فيه باقي الصناعات بالأسعار المرتفعة والمميزات الأقل! ولأن الصينيين ووكلائهم يعلمون جيدًا أسلوب العملاء فى مصر، وماذا يريدون؟ العميل المصري أصبح لا يُفرض عليه أن يأكل نوعًا أو اثنين من الطعام؛ فالطموح فى أن يحصل على مميزات أكبر وأسعار أقل جعله متمردًا على كلاسيكية أغلب الصناعات -التطوير البطيء- فى السوق، وعندما بدأ اللعب على المكشوف وجد الصينيون يمرحون فى رقعة الباقين، بل إنهم منعوهم من التحرك وجعلوهم يتحركون فى مساحة ضيقة جدًا، أو كما يطلقون عليه فى اللعب "بيته"، وحددوا إقامتهم ولم يخرجوا منه، بل أمسكوهم في خانة "اليك" ودخلوا بيوتهم وحبسوهم حتى يفرغوا من اللعب وجذب العملاء، وتركوهم يفكرون في كيفية التحرر من المأزق. السؤال: ماذا سيفعل الصينيون في مباراة 2026؟ وما هو رد فعل باقي الصناعات؟ ومن يبدأ الهجوم؟ ومن سيدافع؟ ومن سيتحرر من قيوده؟ ومن سيستسلم ويغلق الطاولة منسحبًا. مباراة 2026 ستكون ممتعة، أدعوكم للمشاهدة؛ فهي ذات طابع أفلام المهرجانات، ممتعة من حيث الإنفاق على الإنتاج والملابس وكبار النجوم والقصة والسيناريو والإخراج، كل هذا من أجل العميل المصري. انتظروا لتروا، فالعرض باقٍ عليه عدة أيام، الكل مدعو ليراقبه في جميع دور العرض من الشرق للغرب.