فرحتان لمصر.. ودور محمود للمدرسة الدبلوماسية

أراد الله أن تنعم مصر وأهلها يوم 6 أكتوبر بفرحتين؛ الأولى بالذكرى المجيدة لنصر أكتوبر العظيم، والثانية الإعلان عن فوز الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار السابق، بمنصب مدير عام اليونسكو بأصوات 55 دولة من إجمالي 57 دولة عضو في المجلس التنفيذي لليونسكو، وهو أكبر عدد أصوات يحصل عليه مرشح، وأول مصري وعربي وثاني إفريقي يفوز بهذا المنصب الدولي الكبير.
وهذا الانتصار الساحق والمُشرِّف لمرشح مصر لم يأتِ من فراغ، بل وراءه فضل وتوفيق من الله أولًا، ثم قيادة سياسية حكيمة، وهو الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي استطاع إعادة مصر إلى مكانتها الدولية والعالمية التي تستحقها، فنالت احترامًا وتقديرًا من قادة العالم، الذي انعكس بدوره على فوز مصر بهذا المنصب الرفيع. وثانيًا، الدور الكبير والعظيم لرجال مصنع الدبلوماسية المصرية، وهي وزارة الخارجية، التي دائمًا هي في المقدمة وأعرق الدبلوماسيات على مستوى العالم.
حيث إن كافة درجات السلك الدبلوماسي والقنصلي مشهود لهم دوليًا بالمستوى الرفيع والمتميز الذي يليق بالمدرسة الدبلوماسية المصرية. وهم دائمًا وراء تَنَوُّعِ مصر بأي منصب عربي ودولي، وهي مفرخة الدبلوماسيين العظماء، ومن بينهم على سبيل المثال وليس الحصر: الدكتور بطرس بطرس غالي، وشغل منصب الأمين العام السادس للأمم المتحدة، ومحمد عبدالخالق حسونة، وعلي ماهر، ومحمود فوزي، وإسماعيل فهمي، ومصطفى خليل، وأحمد عصمت عبدالمجيد، وعمرو موسى، وأحمد ماهر، وأحمد أبوالغيط، ونبيل العربي، ومحمد العرابي، ونبيل فهمي، ومحمد الأتربي، وسامح شكري، وحاليًا السفير بدر عبدالعاطي، وزير الخارجية، الذي كان له دور هو ورجال السفارات المصرية بالخارج في فوز مصر بهذا المنصب العظيم.
ومن المكاسب التي حققتها وزارة الخارجية مؤخرًا هو استضافة مصر ولأول مرة اجتماع مجموعة قمة العشرين، وهو حدث استثنائي وسابقة هي الأولى من نوعها منذ نشأة المجموعة عام 1999 لاجتماع يُعقد خارج دولة رئاسة المجموعة أو الدول الأعضاء بها. وكان هناك دور كبير للسفير راجي الأتربي، مساعد وزير الخارجية والممثل الشخصي لرئيس الجمهورية في مجموعة العشرين في ذلك، وكانت كلماته التي ألقاها ومشاركته في إدارة الجلسات مفخرة للدبلوماسية المصرية، وشهادة تؤكد أن مصر تمتلك قامات رفيعة وكوكبة مرموقة من الدبلوماسيين مشهود لهم دائمًا بالمهنية والكفاءة، يرفعون دائمًا راية الوطن خفاقة عالية في كل دول العالم، وهم جنود مصر في الخارج لحماية والدفاع عن مصالحها ومقدراتها.
[email protected]