دعا محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين أفراد الجماعة إلى تقديم القدوة و"تصحيح ما روّجه الإعلام الفاسد والنظام البائد عن دعاة الحرية والعدالة والهداية والإصلاح" -حسب قوله-. وقال المرشد فى رسالته الأسبوعية اليوم، إن أصعب خطوات البناء فى مصر بعد ثورة 25 يناير، هى الصفح عند المقدرة "إلا من ظلم أو سفك الدماء أو سرق ولا يزال يحتفظ بما نهب من حقوق البلاد والعباد"، والصبر على عداوة الجاهلين "فما بالك بإخواننا فى الوطن أو الدين". ووجه بديع حديثه للإخوان قائلا "إن من أصعب المهام وأوجب الواجبات تعريف الناس بدعوتنا وجلال رسالتنا – أى تعاليم ديننا الصحيحة السمحة، وأهم من الشرح تقديم القدوة لأن حال رجل فى ألف رجل خير من كلام ألف رجل لرجل، لتصحيح ما روّجه الإعلام الفاسد والنظام البائد عن دعاة الحرية والعدالة والهداية والإصلاح فى سنوات طوال عجاف". وقال المرشد "لقد من الله على أمتنا فى (مصر الحبيبة) بالحرية بعد طول ذُلٍّ واستعباد وظلمٍ وقهرٍ وتكبرٍ واستعلاءٍ واستبدادٍ وإقصاءٍ.. بعد ثورة الشباب المباركة.. فأزاح الله عنّا ظالماً مستبداً، ونظاماً فاسداً، سرق أموال الشعب وبدّد ثرواته وأهدر مقدراته، وكبّل العقول والجسوم، وهادن الأعداء وحالفهم، وتجسس على كل أبناء الشعب واستعبدهم، وطارد الأحرار وسجنهم وعذبهم وقتل الكثير منهم.. ولقد دفع الأحرار ثمناً باهظاً من دمائهم وحرياتهم وأموالهم ومصالحهم.. وهذه ضريبة الحرية، نفهمها من ديننا وتعاليم ربنا لكن تبعات النصر جسيمة، وتكاليف الحرية غالية، والبناء أصعب من الهدم". لكنه عاد وأشار إلى أن هذه الحرية الكاملة تعنى فى الوقت ذاته مسئولية مكافئة، "فالإنسان الحر مسئول عن تصرفاته وحركاته وسلوكه.. والمجتمع الحر عليه واجبات يقوم بها ويسأل عنها". وطالب "كل الأحرار أن يشحذوا هممهم، ويستجمعوا قواهم ويوحدوا صفوفهم لإصلاح كل ما فسد، وتقويم كل ما أعوج، وهداية كل من ضل، ومقاومة كل متربص وكائد ممن يكرهون لأمتنا الخير ويتربصون بها الدوائر". وقال "إننا نمد أيدينا إلى كل المخلصين فى هذا البلد الأمين، بل فى كل بقاع الدنيا كى نتعاون على الخير، ونتواصى بالبر، ونعمل لخير البشرية جمعاء".