اعترفت بعض الصحف البريطانية، الصادرة صباح الجمعة، بمخاطر تسليح الأكراد على وحدة العراق وهو الموضوع الذي نشرت عنه جريدة الجارديان في موضوع مطول تحت عنوان "تسليح الأكراد قد يشكل خطرا على وحدة العراق لكن البدائل أكثر سوءا". التقرير الذي أعده جوليان بورجر المحرر الديبلوماسي للجريدة يتحدث عن الخيار البريطاني الذي اعلن عنه مؤخرا بتسليح الأكراد لمواجهة خطر تقدم تنظيم "الدولة الاسلامية" في شمال العراق. ويقول بورجر إن ذلك فعلا يساهم في تحسين احوال الاقليات في العراق وسوريا لكنه بالطبع له مخاطره حيث يخشى من ان ينتهي الحال بهذه الترسانة من الاسلحة التى تتجه الى الأكراد كما حدث مع الاسلحة التى زودت بها واشنطن الجيش العراقي نفسه ووقعت في ايدي مقاتلي "الدولة الاسلامية". ويرجح بورجر أن هذه المخاوف قد تكون أقل حدة من مخاوف اخرى بسبب تماسك القوات الكردية "البشمرغة" والتى تمكنت بالفعل من انزال بعض الهزائم بقوات "الدولة الاسلامية" خلال الايام الماضية. لكن الاكثر خطورة حسب بورجر هو ان تسليح الأكراد بشكل مباشر دون التعاون مع بغداد سيعزز بالطبع من قدرتهم على الانفصال وهو الامر الذي يحاول الغرب احتوائه بسبب خاطره على تعزيز الطائفية في المنطقة ومخاطره الاكبر على كل من تركيا وايران وهما دولتان تضمان اقليات كردية. وينقل بورجر عن ريتشارد جوان مدير مركز الابحاث الدولي في نيويورك قوله إنه في بعض الاحيان يتحتم التدخل لوقف التطورات التى تقع فعلا ثم النظر في عواقبها بعد ذلك.