غادر الرئيس عبدالفتاح السيسى مطار الملك عبدالعزيز الدولى بجدة فى الحادية عشرة والنصف قبل ظهر اليوم الإثنين، وكان فى وداعه والوفد المرافق له: الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولى العهد السعودى وأمير منطقة مكة الأمير مشعل بن عبدالعزيز وعدد من كبار المسئولين السعوديين وسفير مصر بالرياض عفيفى عبدالوهاب وسفير المملكة فى مصر أحمد قطان. وقد اختتم الرئيس زيارته بعد لقاء قمة ناجحة بكل المقاييس مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تناولت كل الأوضاع الإقليمية وفي مقدمتها، تجفيف منابع الإرهاب ومنع انتشاره في المنطقة حفاظا على الأمن القومي، والوضع المتدهور في قطاع غزة، وجهود ومبادرة مصر للتهدئة وحقن دماء الفلسطينيين. بالإضافة إلى استعراض تطورات الأوضاع في العراقوسوريا وليبيا وتأثيرها على الأمن القومي العربي. ومن المنتظر أن تشهد العلاقات الثنائية بين البلدين دفعة قوية جديدة بعد لقاء القمة بين الزعيمين الكبيرين حيث تم عقد جلسة مغلقة بينهما استغرقت قرابة الساعة بعد جلسة مباحثات موسعة، أهدى خادم الحرمين عقب انتهائها، الرئيس عبد الفتاح السيسى قلادة الملك عبد العزيز أعلى قلادة في المملكة العربية السعودية التي تعطى لكبار قادة وزعماء العالم وذلك تقديرًا وتكريمًا له وللشعب المصرى. وصرح السفير إيهاب بدوى، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية بأن خادم الحرمين الشريفين أعرب عن تقدير بلاده ملكًا وشعبًا ودولةً للرئيس السيسي، ثم قام بتقليد الرئيس السيسي قلادة الملك عبد العزيز وبعد ذلك عقد الرئيس والملك عبدالله بن عبدالعزيز اجتماعًا مغلقًا استمر نحو الساعة. وتوجه الرئيس والوفد المرافق الذي يضم سامح شكري، وزير الخارجية، ورئيس ديوان رئيس الجمهورية، هشام الشريف، وسفير مصر بالسعودية عفيفي عبدالوهاب، والمتحدث الرسمي للرئاسة، السفير إيهاب بدوي، بعد ذلك إلى قصر الأمير مقرن بن عبد العزيز ولي العهد والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء الذي أقام مأدبة عشاء تكريمًا للرئيس والوفد المرافق له وذلك نيابة عن خادم الحرمين الشريفين بحضور الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية، والأمير متعب بن عبدالله وزير الحرس الوطني والأمير مشعل بن عبدالعزيز، أمير منطقة مكةالمكرمة وعدد كبير من الأمراء والوزراء وكبارالمسئولين السعوديين من مدنيين وعسكريين، بالإضافة إلى عدد من رجال الأعمال في المجلس السعودي المصري للأعمال برئاسة الدكتور عبدالله بن محفوظ. وعقب ذلك غادر الرئيس والوفد المرافق حوالي الثانية بعد منتصف ليلة الإثنين إلى مكةالمكرمة في قصر الصفا الملكي ومنه إلى المسجد الحرام لأداء مناسك العمرة، وقام الزوار والمعتمرون المصريون بالالتفاف حول الرئيس السيسي بفرحة والدعاء له ولمصر وذلك فور دخوله المسجد المكي بملابس الإحرام وطوافه حول الكعبة وسعيه بين الصفا والمروة وأيضا أثناء دخوله والوفد المرافق الكعبة المشرفة بعد أن تم فتحها بأمر خادم الحرمين تكريما للرئيس السيسي ولمصر. وأدى الرئيس السيسي صلاة الفجر داخل الحرم وتوجه بعد استراحة قصيرة في قصر الصفا من مكةالمكرمة إلى جدة حيث غادر مطار الملك عبدالعزيز الدولي متوجها إلى القاهرة. وكان الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودية قد أكد أهمية اللقاء الذي جمع مساء أمس خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس عبدالفتاح السيسي وقال: إن اللقاء بين قيادتي البلدين ضروري في ظل ظروف الأمة العربية والإسلامية من حروب داخلية وتدخل من قوى خارجية وخلافات بين الأمة العربية، بينما هي في أشد الحاجة إلى التضامن والتكاتف. وأضاف: "طالما تلتقي القيادتان فالأمل بالله كبير أن يكون لقاؤهما وتشاورهما مفيدًا في إصلاح الوضع في العالم العربي ليتمكن من القيام بواجبه تجاه الأشقاء في فلسطين، والمظلومين والمنكوبين في سوريا، وهذه الفتنة التي وجدت الآن في العراق، والخلافات في ليبيا ، وكل العالم العربي يتطلب العمل لإصلاح الوضع ، فإذا كان هناك أمل، فالأمل بالله كبير في القادة ". وفي تصريح مماثل وصف الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني العلاقات المصرية السعودية قائلا إنها دائمًا على أعلى مستوى وهي الآن في القمة، متمنيًا أن تكون العلاقات الأخوية بين الشعبين كذلك وقال: كل مايهم مصر فهو يهم المملكة العربية السعودية. وحفلت الزيارة التاريخية بردود فعل واسعة النطاق في الأوساط الشعبية والرسمية السعودية فمن تخصيص "هشتاج" للشباب السعودي للترحيب بزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي والتذكير بمواقفه تجاه الشعب المصري وتجاه المملكة ودول الخليج وبكلمته الشهيرة (مسافة السكة) والتي لقيت صدى إيجابي للغاية في نفوسهم عبروا عنها في تعليقاتهم إلى العديد من التحليلات والتعليقات في كافة الصحف السعودية والتلفزيون السعودي عن نجاح الزيارة في توقيتها واعتبارها نقطة تحول في العلاقات بين البلدين لتحقيق الأمن والاستقرار للمنطقة.