بعد حوالي شهر على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، دخلت تهدئة تم الاتفاق عليها بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ صباح الثلاثاء لمدة 72 ساعة فيما سحب الجيش الإسرائيلي كل قواته من القطاع. وبدأ الطرفان العمل بالتهدئة اعتبارا من الساعة 8,00 بالتوقيت المحلي (5,00 ت.غ) لمدة 72 ساعة. ومن المفترض ان تجري مفاوضات للتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم خلال هذه المدة. وأفاد مصدر رسمي فلسطيني في معبر رفح جنوب قطاع غزة، أن الوفد الفلسطيني المفاوض من غزة غادر اليوم الثلاثاء إلى القاهرة للالتحاق بالوفد الفلسطيني الموجود هناك لبحث تثبيت التهدئة. وكان خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الإسلامي وعضو الوفد أعلن قبل مغادرته المعبر للصحفيين "لأول مرة نكون موحدين في موقف فلسطيني من أجل وقف العدوان على غزة". وبدأ العمل بالتهدئة في اليوم التاسع والعشرين لبدء الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة الذي اسفر منذ 8 يوليو عن مقتل أكثر من 1850 فلسطينيا معظمهم من المدنيين، وبينهم 408 اطفال، فيما قتل من الجانب الإسرائيلي 64 جنديا وثلاثة مدنيين. وتوفي فلسطينيان صباح الثلاثاء متأثران بجراح أصيبا بها سابقا، وفق المصادر الفلسطينية. ومن لاهاي أكد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي على الرغبة الفلسطينية في ملاحقة مسئولين إسرائيليين أمام المحكمة الجنائية الدولية لارتكابها "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية". وتوقع المالكي "أن يستمر وقف إطلاق النار 72 ساعة وحتى أكثر"، مستطردا "كل شيء يتوقف على المعسكر الإسرائيلي وجديته". ومن المفترض أن تفتح المصارف أبوابها لعدة ساعات في القطاع. واستطاعت قوات الإغاثة والإسعاف الوصول إلى المناطق المنكوبة، حيث الخشية من إمكانية إيجاد المزيد من الجثث لترتفع بذلك حصيلة القتلى الفلسطينيين في هذه الحرب. ومنذ بدء التهدئة عاد الآلاف لأحيائهم لتفقد إن كانت منازلهم لا زالت موجودة أو تحولت إلى ركام. ففي بيت حانون (شمال القطاع) لم يجد رفعت المصري الأب لخمسة أطفال، سوى حطام منزله ويقول: "لقد عملت 40 عاما لبناء هذا المنزل. لقد دمر بالكامل. لم يبق أي شيء". وبحسب تيسير عمر وكيل وزارة الاقتصاد الفلسطينية، فإن قيمة الخسائر المباشرة للعملية الإسرائيلية تتراوح بما بين 4 إلى 6 مليارات دولار. وأشار إلى أن الدول المانحة "ستجتمع في النرويج في سبتمبر المقبل، للبحث في تمويل إعادة إعمار غزة". وبدورها رحبت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بالتهدئة، معلنة إطلاق نداء طارىء لجمع 187 مليون دولار لتقديم مساعدات طارئة لنحو 250 ألف نازح في القطاع.