قُتل "أمير" جبهة النصرة المتطرفة في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا بتفجير عبوة ناسفة في سيارته منتصف ليل الجمعة السبت، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، في هجوم يأتي وسط تقدم الجبهة في هذه المحافظة على حساب مقاتلي المعارضة السورية. واندلعت منذ نحو شهر معارك هي الأولى من نوعها بين الجبهة المرتبطة بتنظيم القاعدة والتي أعلنت نيتها إنشاء "إمارة إسلامية" خاصة بها، وكتائب من المعارضة المسلحة، بعدما قاتل الطرفان جنبًا إلى جنب ضد قوات نظام الرئيس بشار الأسد وتنظيم "الدولة الإسلامية" الجهادي. وقال المرصد في بريد إلكتروني اليوم السبت "لقي أمير قاطع إدلب" في جبهة النصرة يعقوب العمر مصرعه قبيل منتصف ليل أمس، إثر انفجار عبوة ناسفة بسيارته بالقرب من منزله في بلدة خان السبل شمال مدينة معرة النعمان" التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس أن التفجير أدى كذلك إلى إصابة نجلي العمر، وهو سوري في العقد الرابع من العمر. وأشار إلى أن الأخير تولى مسئوليات "شرعية وسياسية"، وكان مساعدًا للأمير السابق للجبهة في إدلب أبو محمد الأنصاري الذي اغتالته مجموعة من تنظيم "الدولة الإسلامية" في بلدة حارم في إبريل. ونعت حسابات موالية للنصرة على مواقع التواصل الاجتماعي، العمر. وكتب مستخدم يقدم نفسه باسم أبو عيسى الشيخ "استشهاد الشيخ يعقوب العمر أمير من أمراء جبهة النصرة بإدلب بعبوة ناسفة. شل الله يد من قتله". وقال آخر يقدم نفسه باسم "أبو سليمان المهاجر"، إن العمر "غدرته من شر العباد عصابة (...) ملعونة من طبعها الإجرام". وأوضح عبد الرحمن ان "اغتيال العمر يأتي مع تمدد جبهة النصرة في محافظة إدلب على حساب الكتائب المقاتلة، وسيطرتها على مناطق واسعة أهمها ريف جسر الشغور وحارم وسرمدا". وسيطرت الجبهة المتطرفة على هذه المناطق تباعًا. وكانت آخر هذه المناطق سرمدا القريبة من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، والتي سيطرت عليها الخميس إثر معارك مع مقاتلي المعارضة. وسبقت المعارك بين الجبهة والكتائب المقاتلة التي اندلعت مطلع يوليو، "اغتيالات متبادلة" بين الطرفين، بحسب عبد الرحمن. وبدأت المواجهات بين النصرة والكتائب المقاتلة إثر إعلان زعيم الجبهة أبو محمد الجولاني في تسجيل صوتي في 11 يوليو، نية تنظيمه إنشاء "إمارة إسلامية" خاصة به، بعد "الخلافة" التي أعلنها تنظيم "الدولة الإسلامية" قبل أكثر من شهر في مناطق سيطرته في سوريا والعراق.