"مجموعة من المشاعر المتناقضة تجمع بين الخوف والقوة والضعف تجعل المشاهد يحبس أنفاسه معها، ويشعر بتوتر أكثر معها" هذه ليست حالة عمل درامي بالكامل ولكنها صورة مجسمة ل "بوسي" أو رانيا يوسف ضمن مسلسلها "السبع وصايا"، التي لفتت الأنظار إليها منذ الحلقة الأولي سواء بأدائها أو تمثيلها ومظهرها. وتأتي رانيا في هذا العمل، لتؤكد حالة نضوج ووعي فني، وارتياحًا أكثر في تعاونها الثاني مع فريق العمل الذي تعاونت معه في رمضان الماضي في مسلسل "نيران صديقة"، وهما السيناريست محمد أمين راضي، والمخرج خالد مرعي. ويبدو أن رانيا تدخل في تحدٍ كبير مع نفسها بشكل أكبر في هذا العمل، وقد ظهر هذا في الحلقة الأولى من العمل، والتي أوضحت قدرتها وتمكنها كممثلة محترفة من تجسيد مجموعة من المشاعر المتناقضة في وقت واحد، و"بوسي" هي الأبنة ضمن ستة أبناء آخرين، لكنها تعيش مع والدها بمفردها الذي يدخل في غيويبة منذ سنوات لتعرف فيما بعد ثروته الحقيقية وهي 28 مليون جنيه، فيصيبها الغضب بسبب حالة الفقر المتدنية التي تعيش فيها مما يجعلها تخطط لقتله هي وأخواتها للنيل من ثروته. يظهر التميز الحقيقي ل رانيا في الحلقة في تجسيدها لمشهد قتل أبيها، بداية من التفكير في الأمر حيث تدخل حجرته وتتخيل أنها ستقوم بالأمر، فتصرخ هستريًا ثم تنهض من ركضتها على الأرض فتخبط وتفك المحاليل المربوطة في يد أبيها غصباً، لكنها تقوم بوضعها مرة آخرى، ثم يأتي مشهد تنفيذها للجريمة فتدخل الحجرة وتظل تنظر إليه، ثم تقوم بفك المحاليل من يديه وتظل تنظر إلى الأنبول وهو يفرغ تمامًا من الدواء وهي في حالة اندهاش من الأمر، وتقوم بعد ذلك بمسك يد والدها وجس نبضه تكتشف أنه رحل عن الحياة، فتلقي بيديه على السرير وتظل تخرج من الغرفة بحركة بطيئة وهي في حالة انهيار، ثم تلقي بأخواتها الذين يجلسون خارج الغرفة وتظل تصرخ وتبكي وهي تقول "ابويا مات". وليست رانيا فقط المبدعة الوحيدة في مشهد القتل ولكنها ملامح الأبطال الستة الآخرين، الذين يجسدون دور أشقائها والتي دللت على حرفية كل منهم، في تجسيد مشاعر القلق والتوتر، والانتظار والترقب. يشارك في بطولة مسلسل "السبع وصايا" محمد شاهين، سوسن بدر، هنا شيحة، هيثم زكي، آيتن عامر، صبري فواز، ناهد السباعي.