استقبل متظاهرون معارضون للزعيم الليبي معمر القذافي في مدينة بنغازي قرار مجلس الأمن، الذي أجاز ليل الخميس فرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا بفرحة غامرة، بينما علق مقربون من القذافي في طرابلس بغضب على القرار الذي قالت الحكومة الليبي إنها ستتعامل معه "بإيجابية". وقال خالد كعيم الأمين العام المساعد لوزارة الخارجية الليبية في مؤتمر صحفي إن ليبيا ترحب بما ورد في القرار بخصوص حماية المدنيين والحفاظ على "الوحدة الترابية لليبيا". واضاف قائلا "سوف نتعامل مع هذا القرار بشكل إيجابي، وسنركز آليتنا هذه من خلال حمايتنا للمدنيين في كل مكان في البلاد". لكن كعيم قال إن التحدي الحقيقي أمام المجتمع الدولي هو "أن نتأكد تماما أن الانفصاليين والمتمردين لن يحصلوا على دعم" في إشارة إلى المعارضين المسلحين الذين يسعون لإنهاء حكم الزعيم الليبي معمر القذافي. وقال إنه اذا قامت أي دول بتزويد المعارضين بالسلاح، فإنها بذلك "ستدفع الليبيين لقتال بعضهم". وقال كعيم: إن ليبيا أبلغت الأمين العام للأمم المتحدة بأن جي مون بموقفها قبل صدور القرار و"نحن جاهزون فورا لتطبيق هذا، ولكننا نحتاج لنتكلم إلي طرف محدد حتى نتفق على تطبيق هذا القرار؛ لأن هناك الكثير من التفاصيل التقنية واللوجستية الخاصة بتنفيذ قرار كهذا". وكان مجلس الأمن الدولي قد صوت ليل الخميس على فرض منطقة حظر طيران فوق المجال الجوي الليبي، وسمح باتخاذ عمل عسكري لتنفيذ الحظر، وهو ما يستدعي التدخل عن طريق الجو من جانب دول ومنظمات مثل حلف شمال الأطلسي (ناتو). غير أن المجلس استبعد صراحة أي احتلال بري من جانب قوات أجنبية لليبيا. وصوت أعضاء المجلس ال 15 لصالح القرار بوقع تأييد عشرة أعضاء فيما لم يرفضه أحد، وامتنعت خمس دول عن التصويت هي الصين والبرازيل والهند وألمانيا وروسيا. يذكر أن الصين وروسيا عضوان دائمان في مجلس الأمن، وسمح امتناعهما عن التصويت بتبني القرار، حيث كان بإمكانهما إجهاض القرار إذا صوتتا ضده أو استخدم أحدهما حق النقض (فيتو). وصوتت الدول الثلاث دائمة العضوية الأخرى في المجلس (الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا) لصالح القرار. كما طالب المجلس كذلك بوقف فوري لإطلاق النار، وهو ما يمكن أن يسمح معه، إلى جانب منطقة حظر الطيران، بعمليات قصف جوي لحماية المدنيين أمام قوات الزعيم الليبي معمر القذافي. جدير بالذكر أن السماح باستخدام "كافة السبل الممكنة" لتنفيذ القرار ينطوي على القيام بإجراء منفرد من جانب دول أو بالتنسيق مع منظمات لتنفيذ منطقة حظر الطيران. كما أن عبارة "كافة السبل الممكنة"، تتضمن استخدام القوة العسكرية لفرض ما يسمى بمنطقة حظر جوي، التي كانت محل نقاش على مدار أسابيع.