ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية الصادرة اليوم الأحد، أن الإقبال القوي نسبيا على المشاركة في جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية الأفغانية وعدم وقوع هجمات كبيرة جعلا العملية الانتخابية تبدوا كانتصار كبير يُحسب لقوات الأمن الأفغانية، التي استعدت لموجة من الاعتداءات المنسقة لحركة طالبان. وأضافت الصحيفة - في تعليق لها بثته على موقعها الألكتروني- أن الإدعاءات المتضاربة بوقوع أعمال تزوير ومخالفات من قبل القائمين على الحملات الانتخابية لكلا المرشحين المتنافسين ترفع احتمالات إصدار نتيجة متنازع عليها، وهو السيناريو الذي من شأنه الزج بأفغانستان في موجات جديدة من عدم الاستقرار خاصة في وقت تراجع أعداد الجيش الأمريكي. ورأت أن التنافس بحد ذاته على إشغال منصب الرئيس ينطوي على إمكانية الاحتفال بأول عملية لتسليم السلطة بطريقة سلمية في تاريخ أفغانستان، في حين قد تُشجع نتيجة الانتخابات الولاياتالمتحدة على إنهاء مهمتها القتالية بأفغانستان بحلول نهاية العام الجاري مع إبقاء قوة محدودة والمضي قدما في تقديم الدعم والتمويل لهذا البلد. وأوضحت أن الناخبين الأفغان الذين ذهبوا للإدلاء بأصواتهم أعربوا عن أملهم في أن يكون الرئيس الجديد فاتحة خير لعصر أكثر إشراقا في بلدهم، التي كانت تعاني من حرب لمدة 13 عاما ويواجه انهيار اقتصادي كبير. ونسبت (واشنطن بوست) إلى الطبيبة نائلة الشريفي (35 سنة ) قولها " إن جميع الأفغان يتطلعون إلى الحرية ويعتبرونه يوما مهما في تاريخ أمتهم"، مؤكدة أنها لم تهتم بتهديدات طالبان، وأضافت "إن جميع النساء اللواتي ذهبن للإدلاء بأصواتهن فعلوا ذلك لأجل معاقبة طالبان". يشار إلى أن جولة الإعادة بدأت يوم أمس لاختيار خليفة الرئيس حامد كرزاي، وذلك عقب أقل من ثلاثة أشهر من إجراء الجولة الأولى، والتي لم يفُز فيها أي مرشح بأكثر من 50% من نسبة الأصوات، لتأتي الجولة الأخيرة للاختيار بين عبدالله عبدالله المقاتل السابق المناهض لحركة طالبان وأشرف عبدالغني الاقتصادي الذي كان يعمل سابقا في البنك الدولي. وكان عبد الله القائد السابق في التحالف الشمالي المناهض لطالبان قد فاز بنسبة 45% من الأصوات في أبريل، بينما حصل عبدالغني على 31.6%.