ذكرت الشرطة يوم الاثنين أن الزوجين اللذين ارتكبا جريمة قتل رجلي شرطة ومتسوقة في مدينة لاس فيجاس الأمريكية كانت لهما فيما يبدو ميول عنصرية تؤمن بتفوق العرق الأبيض. وعثرت الشرطة على رموز لصلبان معقوفة وأدلة على صلات عنصرية خلال تفتيش متعلقات الزوجين اللذين نفذا الجريمة ثم انتحرا، حسبما أفادت صحيفة "ريفيو جورنال" أمس الاثنين على موقعها الإلكتروني نقلًا عن مصادر لم تسمها من الشرطة. وكانت سلطات المدينة قد ذكرت أن المرأة والرجل أطلقا النار بدون تحذير على ضابطي شرطة كانا يتناولان الغداء بأحد المطاعم ثم قاما بتغطيتهما بعلم عليه صورة ثعبان ملفوف وعبارة: "لا تطأ علي". وترجع الصورة والكلمات إلى ما يسمى بعلم جادسدن الذي استخدمه المتمردون الأمريكيون خلال الحرب الثورية في القرن ال18 وكان يعد بمثابة رسالة تحذير ضد الحكام البريطانيين الاستعماريين. وقال مساعد مفوض الشرطة في لاس فيجاس كيفين ماكماهيل إن الزوجين ميلر كانا حاضرين في مواجهة مسلحة مع السلطات الاتحادية في أبريل بسبب رفض صاحب مزرعة ذو بشرة بيضاء في نيفادا دفع غرامة للحكومة الامريكية بعد ان تعدت ماشيته ورعت في أراض اتحادية. وكتب جراد ميلر على "فيس بوك" إن صاحب المزرعة كلايف بندي كان "تحت حصار" وأعرب عن أمله في تلقي المساعدة لإنقاذه "من مذبحة تقوم بها الحكومة الاتحادية". وقال رئيس شرطة لاس فيجاس دووج جيلسباي : "قتل اثنان من رجالي أثناء الخدمة ، كما فقدت مواطنة بريئة حياتها". وأضاف "ما هو الدافع وراء الحادث؟ لا ندري. كان الرجلان يتناولان الغداء عندما بدأ إطلاق النار". وأوضح جيلسباي أن رجلي الشرطة 32 و42 عاما كانا يتناولان الغداء في مطعم للبيتزا "عندما نصب لهما كمين"، وقد تمكن أحدهما من الرد بإطلاق النار على منفذي الهجوم. وقال جيلسباي إن المسلحين اندفعا من مطعم البيتزا إلى متجر وولمارت. وذكرت تقارير اخبارية أن إيغور سولدو، احد رجلي الشرطة اللذين قتلا مساء الأحد في لاس فيجاس، كان قد نجا من معسكرات الاعتقال في البوسنة عندما كان طفلا أثناء حرب البوسنة في تسعينيات القرن الماضي. وقال التقرير الذي نشرته جريدة "فيسرني" اليومية إن سولدو 31 عامًا كان طفلا ضمن 62 طفلا كانوا في مخيم في مسقط رأسه في يابلانيكا. وهرب هو أسرته المختلطة عرقيا من البوسنة واستقر في الولاياتالمتحدة خلال الحرب، وفقا لما ذكرته صحيفة سراييفو "دنيفني افاز" اليومية. وسمع العديد من رجال الشرطة الذين هرعوا إلى موقع الحادث دوي إطلاق النار من داخل المتجر، قبل أن يعثروا على سيدة، يبدو أنها متسوقة، جثة هامدة عند الباب الأمامي. واندفع رجال الشرطة عبر البابين الامامي والخلفي للمتجر، ليتبادلوا إطلاق النار مع المسلحين، وسمعوا دوي المزيد من الطلقات، وأخيرا عثروا على الرجل والمرأة جثتين هامدتين. ثم أنهى المشتبه بهما المواجهة الوجيزة بوابل من إطلاق النار، حيث قامت اماندا ميلر التي أصيبت بإطلاق عدة طلقات على جراد ثم قتلت نفسها برصاصة واحدة في الرأس. وبرغم ان المحققين قالوا انهم يعتقدون إنه كان حادثا منفردا، إلا إنهم يبحثون في صفحات فيس بوك الخاصة بالمشتبه بهما وما يقومان بنشره على مواقع وسائل التواصل الاجتماعي لمحاولة الوصول إلى دافع قيامهما بذلك. وأوضح جيلسباي في مؤتمر صحفي مساء أول أمس الأحد أنه لا يستطيع أن يؤكد تقريرا مفاده أن أحد المسلحين الاثنين صرخ: "هذه بداية ثورة" قبل إطلاق النار في المطعم. لكن المحققين لا يعتقدون أن الزوجين ميلر يرتبطان بحركة النازيين الجدد، بل إنهما فقط شبها الحكومة بالنازيين واعتبرا الشرطة ظالمة وفاشية. وقال إن هناك "العديد من الاسئلة دون إجابة"، ويحاول المحققون العثور على إجابات، مضيفا: "هذا يوم مأسوي.. إنه يوم صعب للغاية". ووصفت كارولين جودمان عمدة لاس فيجاس، الحادث بأنه "وحشي وأحمق أسفر عن مقتل ثلاثة أبرياء".