تعد الحضارة الصينيية واحدة من أقدم حضارات العالم ظهورَا بعد الحضارة المصرية القديمة، وعلى مدى التاريخ كان التبادل الحضاري والثقافي موجودًا بين الحضارتين؛ لذا فلا عجب أن ينمو التأثير والتأثر بين الحضارتين العريقتين. موضوعات مقترحة 6 ورقات بحثية في خامس لقاءات سمنار التاريخ الإسلامي والوسيط بالجمعية التاريخية.. اليوم من رسم الخرائط لإثبات كروية الأرض.. جهود علماء المسلمين في علم الجغرافيا الهنود بين المجوهرات والمعتقدات.. ما العلاقة بين الحُلّي والفلك في عصر أباطرة المغول؟| صور يأخذنا محمد يوسف عرابين في كتابه "أدباء صينيون"، الصادر عن دار نشر متون المثقف للنشر والتوزيع في جولة مع الأدب الصيني، كما يأخذنا في رحلة لأهم الأدباء فى تاريخ الصين المعاصر، الذين حازوا على جائزة نوبل للآداب وتأثرهم بعميد الرواية العربية نجيب محفوظ. ويتناول الكتاب الأدب الصيني من خلال رصد أهم رواده وهم:(لاوشيه، لوشون، يو هوا، كومو روا، تيه نينغ، مويان)، و تفاصيل لروايات الأدباء من خلال رصد سيرتهم الذاتية وأهمية الأدب المقدم منهم، مثل:"مويان"، وهو روائي شرقي حائز علي جائزة نوبل في الأدب الصيني، وهو أول كاتب صيني يفوز بها من جمهورية الصين الشعبية، وقد قيل في مسوغات فوزه بجائزة نوبل للآداب"يدمج الهلوسة الواقعية بالحكايات الشعبية والتاريخ والمعاصرة"، وتُرجمت أعماله إلي لغات عالمية كثيرة بصفته رائدًا من رواد الأدب الصيني المعاصر. يقول عرابين، إن مويان أديب صيني، وضع رواياته المعاصرة لزمننا في التأريخ لمسار التحولات المادية، والروحية العميقة التي شهدتها أرض تعج بالمتناقضات والأساطير، والتحديات مثل الصين. أما الاسم الحقيقي لمويان، فهو "جوان موي" وُلد عام 1955م لأسرة ريفية كبيرة في شمال شرق الصين بمحافظة قاومي بمقاطعة شاندونغ، ترك المدرسة أثناء الثورة الثقافية ليعمل في مصنع لإنتاج البترول، ثم التحق بجيش التحرير الشعبي في العشرين من عمره، وقد بدأ الكتابة وهو مازال جنديًا في العام 1981م، وبعد ثلاث سنوات بدأ يعمل كمعلم في قسم الآداب بأكاديمية الجيش الثقافية، وفي عام 1991م حصل علي درجة الماجستير في الآداب من جامعة بكين للمعلمين. ومثله مثل الكثير من أبناء جيله عاني من الاضطرابات السياسية في بلاده، فضلا عن الكوارث الطبيعية، قال "مو" إنه استلهم كتاباته عن الحياه في الريف من الجوع، والوحدة خلال فترة حياته المهنية المثمرة التي امتدت ثلاثين عامًا، فكتب مويان 11 رواية، ونحو 30 قصة طويلة، و 80 قصة قصيرة تقريبًا، وعُرف مويان منذ نهاية الثمانيات بروايات مثل "السورجوم الأحمر" التي تحولت بعد ذلك إلي فيلم للمخرخ "تشانغ يي موه". وفي كتاباته يرسم لنا "مويان" صورة حية عن تجاربه حينما كان شابًا، وعن الحياة في مقاطعته، وظهر ذلك واضحًا في روايته "الذرة الرفيعة الحمراء" التي مُنح بسببها جائزة نوبل، والتي نُشرت لأول مرة في الصين عام 1987م، والتي صدرت بالإنجليزية عام 1993 م، وقد تم ترجمتها إلي اللغة العربية قبل عقد ونيف تقريبًا. وتتكون رواية "الذرة الرفيعة الحمراء" من خمس قصص، والتي تكشف عن عقود من القرن العشرين أثناء الاحتلال الياباني للصين، والتي صور فيها ثقافة اللصوص، وثقافة المحتل الياباني، والظروف القاسية التي كان يعاني منها الفقراء من العمال والفلاحين في تلك الفترة . وقال الحائز علي نوبل في الآداب "مويان" أنه قد قرأ رواية "أولاد حارتنا" لعميد الرواية العربية "نجيب محفوظ " الحائز علي الجائزة نفسها عام 1988 م، وأنه تذكر أديب مصر والعرب محفوظ أثناء لحظات تسلمه جائزة نوبل في الآداب بالعاصمة السويدية ستوكهلوم، وسط أجواء عاصفة التصفيق، والأضواء المبهرة، قائلا:"راودتني روح نجيب الذي كان حاضرًا في نفس الأجواء، وبنفس المكان قبل ذلك بعقدين ونيف، وتلقي نفس الزخم، والفرحة العارمة ليس في مصر وحدها، بل في الصين أيضا التي تصفه پأنه أعظم أدباء القرن العشرين. وقد أكد الباحثون الصينيون أن تذكر الأديب الصيني مويان لأحد أعمدة الأدب العربي نجيب محفوظ تحديدًا؛ جاء لما يجمع بينهما من خصائص متشابهه، فكلاهما روائي شرقي حاز علي شرف الفوز بجائزة نوبل في الأدب، كما أنهما يمثلان حضارتين عريقتين، فمويان حصيلة حضارة خمسة الآف سنة، ومحفوظ نتاج حضارة سبعة آلاف عام، وتربط بينهما علاقات قوية منذ قديم الزمان، إضافة إلي وجود قدر كبير من التشابه في مزاج الأديبين في كتاباتهما وأعمالهما الروائية. كان مويان مثل محفوظ يستمع كثيرًا إلي القصص الغريبة حول الجن والشياطين من المسنين في قريته، ما ساعد في خلق شئ من الخيال في أعماله، كلا من مويان ومحفوظ نهل من كنوز الأدب القومي التقليدي والواقعية شديدة المحلية، في الوقت نفسه استفاد الأديب الصيني مويان من الأساليب الأدبية الأجنبية المتنوعة، ثم بدأ الإبداع بأسلوبه الخاص. ويطالب عرابين فى كتابه بإتاحة ترجمة روايات نجيب محفوظ بكثافة للغة الصينية، خاصة أن الصين الآن تعيش نهضة أدبية كبيرة في مجال الترجمة العالمية، وبالأخص في مجال النشر والأدب، علاوة علي أن محفوظ، يعتبره الصينيون أعظم أدباء العالم، كما أنه كان مُلهمًا لأديب نوبل الصيني مويان.