افتتح الدكتور محمد حسن، مدير عام المستشفيات الجامعية، والدكتورة سامية عاشور، رئيس قسم طب المخ والأعصاب والطب النفسى، والدكتور مجد فؤاد زكريا، أستاذ أمراض المخ والأعصاب بجامعة عين شمس، ونخبة من أساتذة أمراض المخ والأعصاب، أول وحدة طبية متخصصة على مستوى الجمهورية لعلاج مرض إم إس "التصلب المتعدد" فى مصر. ويعد هذا المرض مناعيًا ذاتيًا يصيب الجهاز العصبى المركزى، ويعد ثانى أسباب العجز الرئيسية على مستوى العالم بعد حوادث الطرق. وأشار الدكتور محمد حسن، إلى أن مرض "إم إس" ما زال غير معروف للكثيرين على الرغم من كونه واحدًا من أخطر الأمراض العصبية، مؤكدًا حرص كلية الطب باعتبارها ليس فقط مؤسسة وطنية رائدة فى مجال الطب فى مصر، بل واحدة من أكبر المؤسسات الطبية التعليمية فى إفريقيا، والشرق الأوسط بالقيام بدورها المجتمعى فى علاج مثل هذه الأمراض. وأوضح الدكتور مجد فؤاد زكريا، مدير وحدة "إم إس"، أن هذا المرض موجود من قديم الزمن، ولكن لم نكن نستطيع تشخيصه، ولم يكن له وحدة متخصصة لعلاجه، وأن الزيادة فى عدد الحالات المصابة بهذا المرض يرجع إلى تحسن طرق العلاج، وطرق اكتشاف المرض والتى لم تكن معروفة من قبل، حيث كان يتم علاجها ضمن أمراض قسم طب المخ والأعصاب، والطب النفسى. وأضاف فؤاد، أن مرض "إم إس" هو مرض مناعى ذاتى يجبر جهاز المناعة بالجسم على مهاجمة الغلاف المحيط بالخلايا العصبية بالمخ والحبل الشوكى، ومازالت مسببات المرض مجهولة حتى الآن، موضحًا أن الجهاز المناعى يزداد نشاطه بعد الإصابة بهذا المرض، ثم يبدأ فى الهجوم ليدمر الغلاف النخاعى، وهو المادة التى تحمى الألياف العصبية فى المخ والحبل الشوكى، ومع هذا التقدم الذى تحقق فى هذا المجال فإنه حتى الآن لم يتم التوصل إلى السبب الرئيسى لحدوث هذا المرض، إلا أن هناك أبحاثًا ونظريات تُرجع الإصابة بهذا المرض إلى التداخل بين عوامل جينية توفر الاستعداد لهذا المرض يساعدها عوامل بيئية كالإصابة بأنواع الفيروسات مثل فيروس الحصبة. وأضاف فؤاد، أنه قد تظهر أعراض هذا المرض فى صور عديدة منها فقدان النظر، أو الرؤية المزدوجة، أو اضطراب التوازن، أو ضعف الحركة، ونستطيع تشخيص هذا المرض بعمل أشعة رنين مغناطيسى باستخدام صبغات معينة تُظهر أماكن الالتهاب بالمخ، أو النخاع الشوكى، وقد تحتاج لتحليل عينة من سائل النخاع الشوكى لبعض الأجسام المضادة، مما يدعم عملية التشخيص، وخلال 7 إلى 10 أيام يستطيع المريض أن يعود لحالته الطبيعية، وقد لا يمنع هذا من عودة المرض مرة أخرى، وعند حدوث ذلك يحتاج المريض إلى علاج الكورتيزون المكثف، الذى يمكن تناوله كرعاية نهارية دون الحاجه إلى المبيت فى المستشفى. كما أكد فؤاد أن عدد المرضى المستفيدين من هذه الوحدة يتراوح بين 60 إلى 80 مريض شهريًا وأن نسبة الإصابة بهذا المرض فى مصر تتراوح ما بين 20 إلى 25 حالة لكل 100 ألف نسمة. وأضافت الدكتورة سامية عاشور، أن الوحدة تقدم عناية متكاملة لمرضى"إم إس" "الالتهاب المتعدد بالجهاز العصبى فى المخ والنخاع الشوكى"، وتتكون الوحدة من عيادة خارجية تستقبل المرضى بالمجان، ويتم فتح ملف لكل حالة يشمل تاريخ المرض والعلاجات المختلفة التى تناولها والمتابعات الدورية، وخطة العلاج والتى تختلف من مريض لآخر والتى يتم مراجعتها في أثناء المتابعات الدورية، بالإضافة إلى عيادة داخلية تشتمل على 8 أسرة، وأجهزة للقياس والمتابعة للوقوف على حالات التحسن أو التدهور عند المريض، وجهاز رسم القلب الكهربائى، كما تقدم العيادة الداخلية خدمة متميزة يطلق عليها يوم رعاية المرضى ويحصل المريض من خلالها على العلاج فى نحو ساعتين إلى 3 ساعات دون الحاجة إلى الإقامة فى المستشفى، وتحمل أي تكاليف إضافية، وفى حالة حدوث إنتكاسة يعود المريض إلى هذه العيادة ويحصل على كورس آخر من العلاج قد يكون أكثر تركيزًا من سابقه، متمثلاً فى بعض الأدوية مثل عقار "سوليوميرول" فى بعض الحالات الحادة أو عقار الانترفيرون، أو العلاجات الأخرى مثل الأقراص اليومية أو حقن شهرية مثل الكورتيزون، وقد تكون تكلفة علاج" إم إس" عالية مقارنة بالأمراض الأخرى مثل الالتهاب الكبدى الوبائى أو الفشل الكلوى، ولكن العائد الاقتصادى للعلاج من هذا المرض يكون أعلى من غيره؛ لأنه يصيب الإنسان فى مرحلة الشباب من سن 20 إلى 40 سنة أى فى سن القدرة والإنتاج، وبالتالى إذا تم علاجه فلن يكون عبئًا على أسرته، وعلى المجتمع بل سيقدم الكثير لنفسه ولمجتمعه.