انتقدت قوى وحركات الشبابية عزم رئيس الأركان السابق سامي عنان الترشح لخوض الانتخابات الرئاسية المتوقع لها إبريل القادم، باعتباره حصان طروادة للتيار الإسلامي وتحديدًا الإخوان للعودة للعملية السياسية بعد إقصائهم منها. وذلك بالإضافة إلى إشارتهم لروابطه مع الولاياتالمتحدة التي يمكن أن تسهل تلك العودة، فيما كان الاستثناء الوحيد هنا بموقف تكتل القوى الثورية الذي رحب الخطوة بوصفها إثراء لعمليات التنافس وتوسيع لقاعدة الخيارات الشعبية بين أكثر من مرشح. كما أثار قرار ترشيح عنان ردود أفعال متباينة على مواقع التواصل الاجتماعي تحديدًا فيسبوك وتويتر. بدا منها تأكيد رواد تلك المواقع أن ترشح عنان لرئاسة الجمهورية في تلك الفترة غير مناسب للمرحلة القادمة، خاصة أن مصر تحتاج في هذه المرحلة إلى رئيس أكثر حيوية وشباباً. فمن جانبه، أكد أحمد السكري عضو المكتب التنفيذي لتيار المستقبل لبوابة الأهرام، أن ترشح سامي عنان لانتخابات الرئاسة بمثابة حرب مباشرة على الثورة، لكونه تورط خلال إدارة المجلس الأعلى للبلد في أحداث دموية سقط فيها الكثير من شباب الثورة قتلي وجرحي، كما أنه متورط أيضًا بالتعاون مع جماعة الإخوان المسلمين وإيصالها للحكم والتمكين السياسي لها من خلال الصفقة السياسية بينهما. وأضاف السكري أن مسألة ترشح أكثر من مرشح من قيادات الجيش، بمثابة عمل غير رشيدة وخطير في نفس الوقت لكونه يمكن أن يهدد سمعة وهيبة بل وحدة الجيش المصري نفسه. كما أوضح أيضًا أن ترشحه مسألة يمكن أن يعتبرها الكثير من الحركات الشبابية بمثابة معركة جديدة عليهم، إلا أنهم سوف ينتصرون فيها كالعادة كما انتصروا من قبل على المجلس العسكري، ولديهم قدرة على إفشال مساعي عنان الوصول للسلطة مجددًا. واتفقت مع هذا التوجه بحدة أقل حملة تمرد، حيث أكدت إيمان المهدي المتحدث الرسمي باسم الحملة أن الفريق سامي عنان ليست له قاعدة جماهيرية على أرض الواقع، بسبب أخطائه الكثيرة منذ فترة تولى المجلس العسكري أمور البلاد بعد 11 فبراير 2011، موضحا بأنه لا يصلح لتولى منصب رئيس الجمهورية. وأكدت ل"بوابة الأهرام"، أن الحديث عن أن عنان سوف يكون مرشح جماعة الإخوان أو التيار الإسلامي غير صحيح بالمرة، وموضحة أن الجماعة لن تعلن عن تأييد مرشح في الوقت الحالي، لكونهم لن تعلنوا عن مرشحهم المفضل بسهولة التي يتصورها البعض، بل ستسعى الجماعة للمراوغة عند اختيار من يمثلها، كمحاولة، منها لخداع الشعب المصري عن طريق عقد صفقة مع مرشح غير محسوب على المرجعية الإخوانية، وتدعمه لكي تستطيع العودة إلى السلطة من باب خلفي بوجه جديد غير مكروه، ستبحث عن من له قاعدة جماهيرية حتى يكون الكارت الرابح لها، الذي يمكن أن تتسل من خلاله لتحقيق أهدافها في استرداد السلطة مرة أخرى. وأضافت إيمان المهدي، أن هذا لا يعنى الرفض المطلق لمقولة أن عنان ربما يكون مرشح الإخوان والتيار الإسلامي في انتخابات الرئاسة القادمة، ولكنه حسب اعتقادها لن يكون المرشح الوحيد أو الرئيس بهذا السياق، لكون الجماعة ستسعى بكل السبل لاسترداد السلطة، وتعدد مرشحيها بالانتخابات، كما لا أعتقد الحديث لها.. " أن دخول عنان السباق الرئاسي سوف يؤثر على وحدة التيار المدني أو يتسبب في تفتيته نظرا لضعف قاعدته الجماهيرية بالشارع المصري ". في حين التزمت جبهة 30 يونيه، مبدأ الحياد السياسي من مسألة الترشيح، حيث أكد منسقها العام محمد جمال النفراوى أن قرار عنان رئيس إعلان ترشحه للرئاسة اتسم بالتسرع والعجلة السياسية، وكان عليه حسب توصيف النفراوي أن يتخذ القرار بعد اتضاح الرؤية للمشهد السياسي، وتحديدًا حال نزول المشير عبد الفتاح السيسي الانتخابات أو حتى الدفع بالفريق أحمد شفيق. وأَضاف، كان من المفترض من عنان الجلوس مع القوي السياسية والوطنية وشباب الثورة للتشاور معهم قبل اتخاذ هذا القرار الخطير لاستشراف مستوى التأييد الذي يتمتع به. وأكد أيضًا: إذا أعلنا رفضنا بشأن ترشح عنان للرئاسة بنفس سرعة اتخاذ قراره الترشح، سيكون ذلك ظلما للرجل، وعنان لن يكون أسوأ من الرؤساء السابقين الذين حكموا مصر، لكن المرحلة القادمة تحتاج إلى السيسي رئيسا بلا جدال ولا محسوبية حيث يجتمع عليه جميع المصريين. فيما أيد تكتل القوى الثورية ترشح عنان للانتخابات، وقال محمد عطية عضو المكتب السياسي للتكتل، أن هذا الترشح سوف يثري الانتخابات الرئاسية المقبلة، ويطرح العديد من الوجوه، وعلى الشعب أن يختار بينهم في حرية تامة، دعا لوضع ميثاق شرف بين المتنافسين العسكريين يجب الجيش مخاطر جسيمة، بحيث يركز الجميع على البرامج السياسية والاقتصادية والأمنية لخروج مصر من أزمتها الراهنة، والبعد عن تقييم أداء المؤسسة العسكرية خلال الفترة الماضية بما فيها من سلبيات وإيجابيات.