يتوجه غدا الخميس أكثر من مليون و 103 آلاف ناخب ليبي إلي صناديق الآقتراع للآدلاء بأصواتهم في أنتخابات الهيئة التاسيسية لصياغة الدستور (لجنة الستين) , وسط أجواء غير مستقرة , بعد ماحدث أمس من إعلان لواء القعقاع أمهال أعضاء المؤتمر الوطني العام الليبي مهلة خمس ساعات للامتثال لإرادة الشعب , وتقديم استقالاتهم, "وإلّا سيتحملون العواقب , وذلك بالرغم من التوصل إلي اتفاق أعلنه رئيس الحكومة الليبية علي زيدان الليلة الماضية . ويتنافس 649 مرشحا في الدوائر الانتخابية بكافة انحاء ليبيا, مقسمين على الأقاليم الثلاثة طرابلس- برقة - فزان , وكل أقليم له 20 مقعدا باللجنة التاسيسية لصياغة الدستور منهم خمسة مقاعد للمراة بكل إقليم, وخصصت ستة لأقليات التبو والامازيغ والطوارق, لكن الامازيغ يقاطعون الاقتراع احتجاجا على غياب آلية تضمن لهم حقوقهم الثقافية في الدستور المقبل. ودعت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات الليبية جميع المرشحين لإنتخابات الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور إلي ضرورة الألتزام بفترة الصمت الإنتخابي والتي حددت بأربع وعشرين ساعة قبل موعد الاقتراع, وبدأت منذ منتصف الليلة الماضية. وأضافت المفوضية, أنه يمنع منعا باتا على المرشحين القيام بأي عملية تندرج ضمن الترويج والدعاية الإنتخابية , وذلك لإعطاء فرصة للناخبين في التمهل وتحديد المرشح المناسب بالنسبة لهم دون التأثير علي أصواتهم الانتخابية. وفي السياق ذاته, دعا رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات نوري العبار جميعَ الليبيين الذين قاموا بالتسجيلِ لإنتخاب أعضاء الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور, أن يتوجهوا إلي مراكزِ الاقتراعِ وقلوبهم مِلؤها العز والفخر ليبدأوا مسيرة البناء, ويحققوا أمل الشهداءِ في الحرية والرخاء . ونوه العبار على أن مراكز الاقتراع في جميع أنحاء ليبيا سوف تفتح غدا عند الساعة 8 صباحاً حتى الساعة 7 مساءً , حتى يتمكن الناخبون المسجلون من الادلاء بأصواتهم . وأضاف العبار أن عملية التصويت لليبيين في الخارج والتي بدأت يوم 15 فبراير و انتهت يوم 17 فبراير في 13 دولة أدلى ( 2747) ناخباً بأصواتهم من أصل (6997) مواطن مسجل ?. وأوضح العبار نعقد العزمَ جميعاً للمضي في تحقيقِ أهدافِ هذه الثورةِ التي ضحى الليبيون في سبيلها لعقودٍ طويلة بالدماء والآلامِ, يستنهضو الهمم ويستشرفو الأمل لبلوغِ السعادةِ في دولة يسودها الأمن والاستقرار والقانون . وعبر العبار عن شكر المفوضية وتقديرها لكل الليبيين الوطنيين الذين تطوعوا, وبذلوا جهدهم من أجل إنجاح هذه الانتخابات ,كما وجه شكر الي جميع سفارات , وجميع الدول المضيفة والتي قدمت كافة التسهيلات والدعم لإجراء هذه الانتخابات . ودعا رئيس اللجنة الانتخابية العليا نور العبار "الحكومة إلى ضمان الأجواء المناسبة لحسن سير هذه الانتخابات" في حين يثير انعدام الامن مخاوف المواطنين. ولهذا السبب قرر مركز كارتر لمراقبة الانتخابات ارسال وفد صغير لا يتجاوز عدد اعضائه الستة. وأعلن المركز في بيان له إن "نظرا للعنف وانعدام الاستقرار ستكون وزارة الداخلية مسؤولة عن ضمان امن الانتخابات". ومن جانبه, قدم عضو مجلس المفوضية خالد الساحلي عرضاً توضحيا اشتمل تفاصيل البيانات المتعلقة بانتخابات الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور بالخارج والتي عقدت في ثلاث عشرة دولة عربية وأجنبية وكانت أكثر فئة عمرية شاركت بين عمر الثلاثين إلي أربعين عاما. وأوضح الساحلي ? أن أجمالي المقترعين بالخارج (2747 ) منهم ( 1967) من الرجال و (780) نساء, وبحضور (26) مراقبين محليين ودوليين ?. وقال الساحلي? لقد طالبت المفوضية الوطنية جميع أبناء ليبيا في وقت سابق أن يبادروا بتسجيل انفسهم لانتخابات الهيئة التأسيسية حتى وإن كانوا غير راغبين بالمشاركة فى هذه الانتخابات, وذلك حتى يدرجوا اسمائهم في سجل الناخبين? . ويؤخذ على المؤتمر الوطني العام التأخير في استحقاقات المرحلة الإنتقالية , ما أدى أمس إلي إعلان "لواء القعقاع" أمهال أعضاء المؤتمر الوطني خمس ساعات للامتثال لإرادة الشعب , وتقديم استقالاتهم, "وإلّا سيتحملون العواقب حسب قولهم. وفعلا وخلافا لأول انتخابات حرة في البلاد في (يوليو) 2012, لم يبد الليبيون تحمسا كما يدل على ذلك عدد المسجلين للمشاركة في اقتراع الخميس وهم 1,1 مليون مقابل 2,7 مليون في 2012 من اصل 3,4 مليون ناخب. واضطرت اللجنة الانتخابية العليا الى تاخير موعد اغلاق التسجيل مرارا لتتمكن من تجاوز عتبة المليون ناخب مسجل. ويتعرض المؤتمر الوطني العام المنتخب في يوليو 2012, للانتقاد حيث تتهم مختلف كتله بمفاقمة الازمة والفوضى المتفشية في البلاد منذ سقوط نظام القذافي في الاول (اكتوبر)2011. والسؤال الذي يطرح نفسه على الساحة الداخلية الليبية هل سينجح الليبيون غدا في عبور الاستحقاق الثاني لهم بعد ثورة 17 فبراير ويتم اختيار أعضاء الهيئة التاسيسية لصياغة الدستور بدون اضطرابات تشهدها البلاد ?