حرب إلكترونية شرسة يخوضها نشطاء "فيسبوك" من الشباب وأجهزة وزارة الداخلية، ضد المليشيات الإلكترونية لجماعة الإخوان الإرهابية، فى محاولة جادة ومثيرة لمواجهة الصفحات المحرضة على ضباط الجيش والشرطة، حيث تشرح كيفية تصنيع المتفجرات وزجاجات المولوتوف. وذلك لإثارة الشغب وتنفيذ عمليات إرهابية على أرض مصر. ورصدت الأجهزة الأمنية، أن ما يتم كتابته على الصفحات الإرهابية على "فيسبوك" يتم تنفيذه بالفعل، ومنها التفجيرات الأخيرة التى شهدتها منطقتا الدقى والهرم خلال الأسبوع الماضى، وبلغ الأمر مداه عندما قامت الميلشيات الإلكترونية بنشر صور ضباط الشرطة وزوجاتهم وأبنائهم والدعوة إلى خطف الزوجات والأبناء لمقايضة الأجهزة الأمنية بالإفراج عن المتهمات من عناصر جماعة الإخوان والمسميات بحرائر الجماعة. جهود مضنية تبذلها أجهزة وزارة الداخلية، يستمر العمل فيها على مدار اليوم الكامل، حتى تتمكن الأجهزة الأمنية من رصد البصمة الإلكترونية والبيانات التى تحرص عناصر الجماعة على إخفائها، وأسفرت تلك الجهود عن ضبط نحو 16 متهماً من المتورطين فى إدارة تلك الصفحات والعمل على دعوات التحريض والإيذاء. وقد فضل مسئولو الإدارة العامة للمعلومات والتوثيق، عدم الإدلاء بأية تصريحات صحفية حول العمل الأمنى فى هذا المجال، نظراً لخطورة الخصم الذى يترقب كل التصرفات والإجراءات. مؤكدين أن العمل يجرى على قدم وساق وبأحدث وسائل تكنولوجيا المعلومات، ولن يفلت من العقاب أى مشارك مستمر فى تلك الحملات، وسوف يتم مواجهتهم بكل حسم وفق قانون العقوبات والقوانين المصرية. على جانب آخر، التقت "بوابة الأهرام" مع إحدى ناشطات "فيسبوك" التى اشتهرت على صفحات الجماعة الإرهابية بأنها المسئولة عن غلق صفحاتهم الإلكترونية، حتى أطلقوا دعوات هائلة لمحاربتها والانتقام منها وادعت بعض الصفحات بأنها ضابطة فى جهاز سيادى واسمها "النقيب هدى" ونشروا صوراً لها بالملابس العسكرية، حتى وصلوا إلى بياناتها الشخصية وعنوان منزلها وأهدروا دمها على جميع الصفحات الإرهابية. إنها رحيمة الشريف التى استطاعت وعدد من أصدقائها على صفحاتها على موقع "فيسبوك" من شن عدة حملات إلكترونية على عدد من الصفحات الإرهابية، وأغلقوا أربع صفحات كانت تحرض على ضباط الجيش والشرطة، وتتناول كيفية تصنيع المتفجرات. فى البداية، أكدت رحيمه الشريف أنها وعدد من أصدقائها على موقع التواصل الاجتماعى، رصدوا عددا من الصفحات الإلكترونية ومنها صفحة (حركة ملوتوف وحركة ولع وحركة هنجبكم)، يقومون بنشر كيفية تصنيع القنابل اليدوية ويتداولون مكوناتها البسيطة وأماكن الحصول عليها، وقاموا فى البداية بإبلاغ الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية التى تم نشرها على شبكة الانترنت، وجاء رد الأجهزة الأمنية أنهم متابعين لتلك الصفحات وأنشطتها. إلا أن مجموعة رحيمة الإلكترونية اكتشفوت تنفيذ عدد من الجرائم الإرهابية بنفس الأسلوب المعلن عنه فى تلك الصفحات وزاد الأمر قسوة عندما وضعوا كيفية عمل المجانيق، ونشر صور الضباط بعد الحصول عليها من بروفيلات الضباط ووضع دعوات لقتلهم بصفتهم قتلة الثوار فى ميدان رابعة، والأكثر من ذلك نشر صور زوجاتهم وأبنائهم وعمل دعوات لخطفهن لمقايضة الجهاز الأمنى المصرى بالإفراج عن حرائر الجماعة. وتقول رحيمة: بسبب تلك الدعوات قررنا على الفور، شن حملات إلكترونية مخاطبين إدارة الفيس بوك بعدد هائل من "الريبورتات" لغلق تلك الصفحات والإبلاغ عن أنشطتها الإرهابية، وعندما حاولنا الوصول إلى بيانات مسئولى تلك الصفحات "الأدمن" وجدنا أنها صفحات بأسماء وبيانات وهمية، واستمرت حملتنا فى الخفاء حتى تمكنوا من معرفة بياناتى وأنى المسئوله عن شن تلك الحملات. وأضافت رحيمة، أنها فوجئت بالمليشيات الإلكترونية، قد حصلت على كل بيانتها وصورها من خلال صفحتها وقاموا بنشر رقم تليفونها على صفحاتهم المختلفة، وهددوها بالقتل والإيذاء وحرق منزلها وأماكن عملها، وقالت إنها أبلغت أجهزة الوزارة التى قامت على الفور بغلق الصفحة التى قام الإرهابيون بنشر صورها الشخصية بعد عمل تعديلات إلكترونية عليها بالفوتوشوب ووضعها فى أشكال مخله. وقدمت أجهزة الوزارة كل وسائل الدعم والحماية لها نظراً لحماية الشرطة لكل الشباب الوطنيين الحريصين على الحفاظ على الأمن القومى المصرى. ورداً على سؤال حول الدافع الذى قامت من أجله رحيمه وأصدقائها بشن تلك الحملات على هذه الصفحات، قالت إن الأمر كان فى البداية بسبب الخوف على "بلدنا" من الإرهاب وعملياته القذره التى تنال من الأبرياء، وأيضاً تنفيذاً لمفهوم الوطنية والواجب الوطنى على كل مصرى، فكما نقوم بعمل حملات ودعوات للمطالبة بحقوقنا فى الدستور وغيرها من الحقوق على الدولة، يجب أيضاً أن لا نقف نشاهد فقط هذه الحرب الشرسة ضد مصر وشعبها، وأن يبذل كل واحد منا دوراً ولو بسيطاً لمواجهة هذا الإرهاب. وأضافت أن الدافع الأكبر الذى ظهر خلال الأيام الأخيرة هو رسالة جاءت من زوجة أحد الضباط على إحدى الصفحات الخاصة بى، واخبرتنى فيها أنها مضطرة للانفصال عن زوجها بسبب نشر صورته مع ابنتها الوحيدة والدعوة لخطف الصغيرة للإنتقام من زوجها بالرغم من عدم مشاركته فى اى مواجهات مسلحة ضدهم، ولمقايضة الداخلية على الإفراج عن فتايات الجماعة المقبوض عليهن، وبعد نشرى لهذا التعليق لعدد من الاصدقاء، ودعوتى لهم بوضع أنفسهم فى مواجهة تلك المشكلة، تعاطف معنا الكثير من داخل مصر وخارجها، وأنضم إلينا أحد الهاكرز الذى قام بدوره فى إختراق ايميلات الإرهابيين ووجدنا عدد كبير منهم داخل مصر والباقيين من خارج مصر، وقدمنا كافة البيانات للأجهزة الأمنية لضبطهم ومواجهتهم بجرائمهم. ودعت رحيمة الشريف الشباب المصريين بضرورة مواجهة تلك الحرب، وتعلم كيفية غلق تلك الصفحات التى تهدد المصريين جميعاً، خاصة وأن الإهابيين يقومون بدفع مبالغ مالية على سبيل الإعلانات لموقع الفيس بوك لزيادة عدد المشاركين بها ليضمنوا صعوبة غلقها، لذا يجب على كل مستخدمى الفيس بوك مواجهة الخطر الداهم على الأمن القومى المصرى، والذى تقوم جهات دولية بتمويله بشكل واضح وملحوظ، كما يجب أن يتوخى الشباب الحذر من الإشتراك فى هذه الصفحات المحرضه إذا كانوا لا ينتمون إلى الجماعة الإرهابية، خاصة وأن المسألة القانونية لهم تصل إلى السجن المشدد.