قال الرئيس التونسي المؤقت محمد المنصف المرزوقي، "إن مسؤولياتنا تجاه الشهداء، تحتم علينا الإقرار بأن البلاد ما زالت، بعد ثلاث سنوات من انتصار الثورة، بعيدة كل البعد عن تحقيق جملة أهدافها التي ضحى من أجلها شهداء الثورة وجرحاها". وأضاف في كلمة بثها التليفزيون التونسي الليلة الماضية "لم نتمكن بعد من محاسبة من تسببوا في انهيار الوطن ونهبوا خيراته وتورطوا في الفساد والتعذيب، ولم نتمكن من تحقيق التنمية".. مؤكدًا أن محاربة الفساد والتهريب والتهرب الضريبي ستكون من أولويات الحكومة الجديدة، مشيرا إلى أنه رغم تعثر التنمية، فإن مئات المشاريع الضخمة أنجزت، ومئات أخرى بصدد الإنجاز. وأضاف رئيس الجمهورية المؤقت أن من حق تونس أن تفتخر بأنها تمكنت من تحقيق "معجزة" فشلت في تحقيقها الدول التي مرت بنفس التجربة، وذلك بالمحافظة طيلة ثلاث سنوات على الديمقراطية، والاستقرار، والأمن. ولفت في هذا السياق إلى أن تونس نجحت في تقليص نسب الجريمة، بعد أن استعادت الأجهزة الأمنية والعسكرية هيبتها وسيطرتها على الوضع، وهزم كل الحركات الإرهابية، على حد تعبيره.. مؤكدا أن بلاده تمكنت من المحافظة على تماسك الدولة، رغم الدعوات التي وجهها البعض للجيش للانقلاب على الشرعية وسعيهم للاستيلاء على المجلس التأسيسي، ودعوتهم لاستقالة الحكومة بعلة فشلها. وأضاف المرزوقي في كلمته أن الانقلاب انتهى، ولم تعرف بلاده الحرب الأهلية بفضل انضباط الأمن والجيش ومواصلة مؤسستي الرئاسة والحكومة لعملهما، وقبول التونسيين التعايش فيما بينهم، مشددا على أنه لن يسلم السلطة إلا لرئيس منتخب. وأكد المرزوقي أن تونس ستحقق، بعد إعلان الدستور والحكومة الجديدة وإنجاز الانتخابات، أهداف الثورة رغم المخاطر الداخلية والخارجية التي تتربص بها..داعيا الجميع وخاصة في المناطق الداخلية إلى الهدوء والتحلي بالصبر وتهيئة المناخ المناسب لاستقبال المستثمرين والسياسيين.