أكد الدكتور أحمد صالح باحث المصريات، أن هضبة الهرم بالجيزة تعد المفتاح الرئيسي لنظريات تشويه التاريخ المتعمد ولسرقة الحضارة المصرية، ومنذ اوائل التسعينيات بدأت تتوافد على هضبة الجيزة كاميرات التلفزيونات، وتنسال على هيئة الأثار طلبات لإقامة حفائر أو لعمل مجسات أو للصيانة والترميم وكلها تنصب على مكان واحد وهو هضبة الجيزة. وقال صالح - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم - إن تمثال أبو الهول، الذى يقع على الحافة الشرقية لهضبة الجيزة، يعد أهم أثر استحوذ على اهتمام الهواة ومعتقدي النظريات المشبوهة، حيث دارت الآراء الغربية حول وجود غرفة سرية تحت هذا التمثال، ونشأت نظريات كثيرة حول أصلها ومنها أن المصريين لم يشيدوا هذه القاعة إنما مجتمع أخر متقدم هم سكان اطلنتس المذكورين في الأساطير الاغريقية، والذين اغلقوا هذه القاعة بعد أن وضعوا فيها سجلات للمعرفة التي ترجع إلي 500ر10 سنة ق .م ، أى قبل القرن السادس والعشرين ق.م والذى يرجح أنه عصر أبو الهول. وأضاف أن هناك نظرية أخرى عن قاعة السجلات للمؤلف الأمريكي روبرت تمبل صاحب الكتاب الذي أثار الجدل وهو "غموض النجم أوريون " والذي نشره عام 1976، ويري في كتابه أن تمثال أبو الهول نحت على شكل الاله ابن آوي انوبيس، ويري أن ملامح وجه أبو الهول تشبه الملك امنمحات الثاني وخاصة في طريقة تجميل العيون وطيات غطاء الرأس، وهذا بالطبع غير صحيح لأن عصر هذا الملك يرجع إلى القرن العشرين ق.م. وأكد صالح أن تلك النظريات الوهمية تهدف جميعها إلى التشكيك في الحضارة المصرية وتعتمد على وجود قاعة خاصة تحت ذيل ابو الهول، وهي تركز على أسطورة اطلنتس والتي دونت في محاورة أفلاطون "تيمايوس و كريتياس"، حيث تقول الأسطورةأن الشاعر الإغريقي الشهير سولون زار مصر، وقابل كاهن مصري يخدم في معبد الآلهة نيت في غرب الدلتا، وقال الكاهن لسولون أن هناك حضارة أقدم من الحضارة المصرية كانت في جزيرة اطلنتس في المحيط الأطلنطي (حوالي 9500 ق. م )، كانت هذه الحضارة مزدهرة إلي أن فسد أهلها فعاقبهم الإله واغرق جزيرتهم، وقبل الغرق هرب بعض من أهل الجزيرة إلي أمريكا الجنوبية وشمال أفريقيا ومصر، و أسس الهاربون الحضارات الموجودة في هذه المناطق مثل حضارات الانديز و الانكاس والحضارة المصرية. وأوضح أن أصحاب هذه النظريات حاولوا البحث عن آثار هؤلاء الهاربين من الغرق وكانت اتجاهاتهم مركزة على البحث عن هذه القاعة التي تضم تلك الوثائق، وكان هدفهم هو المنطقة حول أبو الهول و الهرم الأكبر وكان يعتقدون أن هذه القاعة تضم سجلات كهنة اطلنتس التي أسست الحضارة المصرية والتي جلبوها معهم من الجزيرة قبل الغرق. وقال صالح إنه من الغريب والمؤسف أن علماء الأثار المصريين شاركوا في هذا الاتجاه سواء عن جهل أو سوء نية وحدث ذلك مرتين المرة الأولى، كانت أوائل عام 2000 حينما أعلن أحد الأثريين المصريين ان الشمس تشرق مرتين في السنة على تمثال أبو الهول في الانقلابين الربيعي والخريفي، وكان باحثو هذا الاتجاه يقولون قبلها أن الشمس وأشعتها تتعامد على الكتف الأيمن لأبو الهول، وهم في اتجاهاتهم يشيرون إلي مدخل الممر السري المؤدي إلي قاعة السجلات أسفل الهرم الأكبر. وأضاف أنه للمرة الثانية التى شارك فيها علماء الأثار عن جهل في تلك النظريات حين تم الموافقة على إدخال روبوت داخل الهرم بواسطة مؤسسة الناشيونال جيوجرافيك، والغريب ان عنوان برنامج قناة الناشيونال جيوجرافيك " الغرفة السرية بالهرم" في إشارة إلى اننا نناصر هذا الاتجاه المشبوه. وطالب صالح بضرورة قيام باحثى الأثار المصريين بدراسة وتتبع تلك النظريات المشبوهة والرد عليها بالدلائل العلمية أولا بأول، خاصة وانه يوجد بالتاريخ المصري عدة مشكلات دون حلول، وعندما حاول بعض الباحثين وضع حلول لجزء منها لم تكن حاسمة، بينما المشكلات الأخرى تركت دون حلول حتى الآن، موضحا أن الآثار المصرية تعتبر غير ثابتة بسبب ما يكتشف يوميا والذى ربما يغير مجري التاريخ، ولكن هذه الاكتشافات على كل حال تكون غير كاملة بسبب فقدان أدلة أثرية أو بسبب عدم وجود اكتشافات كاملة.