قال زعيم الاحتجاجات في تايلاند سوثيب ثاوجسوبان لرئيسة الوزراء ينجلوك شيناواترا في لقاء اليوم الأحد، إن حكومتها فقدت الشرعية و يجب عليها أن تعيد " التفويض " للشعب. حضر الاجتماع كبار ضباط الجيش والبحرية و القوات الجوية التايلاندية في أعقاب احتجاجات متصاعدة اليوم الاد في الشوارع تهدف إلى شل الحكومة. ولقي أربعة أشخاص حتفهم في الاشتباكات. وقال سوثيب في بث متلفز": "لن أجتمع مع ينجلوك ثانية حتى ينتصر الشعب". وقال قائد الجيش الجنرال برايوث شان-أوتشا الذي حضر الاجتماع إنه لا يريد أن يرى المزيد من إراقة الدماء. واستخدمت الشرطة في تايلاند الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه اليوم الأحد لمنع متظاهرين من دخول مواقع حكومية، ما يثير مخاوف من أزمة سياسية مطولة في ثاني أكبر اقتصاد بجنوب شرق آسيا. واندلعت اشتباكات بين مناهضين للحكومة ومؤيدين لها مساء أمس السبت بالقرب من استاد ري . وقال سوناي فاسوك ممثل تايلاند في منظمة "هيومن رايتس ووتش": "يمكننا تأكيد أربع حالات وفات، من بينهم طالب واحد في جامعة راماخامنهج وثلاثة من حركة القمصان الحمر". وأصحاب القمصان الحمراء حركة جماهيرية موالية لتاكسين شيناوترا رئيس الوزراء الاسبق وشقيقته ينجلوك. و راماخامهنج جامعة مفتوحة يلتحق بها العديد من الطلاب القادمين من الجنوب، المعقل التقليدي لحزب الديمقراطيين، المعارض الرئيسي الذي كان وثيب مسؤولا تنفيذيا كبيرا به. وأمر قادة حركة "القمصان الحمراء" أنصارهم صباح اليوم الأحد الانصراف لتخفيف حدة التوترات. ونشرت السلطات أكثر من 21 ألف شرطي وحوالي ألف جندي في العاصمة لمنع المتظاهرين الساعين للإطاحة بحكومة رئيسة الوزراء من خلال احتلال المقر الإداري للحكومة ومؤسسات أخرى. ويضم المحتجون متظاهرين مؤيدين للحزب الديمقراطي المعارض وائتلاف واسع من جماعات معارضة لرئيس الوزراء الأسبق تاكسين والزعيم الفعلي لحزب "فيو تاي" الحاكم من المنفى. وجذبت حملة احتلال المقار الحكومية، وهي رمزية إلى حد كبير وبدات في 24 نوفمبر الماضي، أكثر من مئة ألف شخص. واحتل المحتجون أجزاء من وزارة المالية ومبان حكومية أخرى. وأصدر مركز إدارة السلام والنظام التابع للحكومة، الذي أنشئ للسيطرة على الناس وإبقائهم بعيدا عن الشوارع من الساعة 10 مساء ( 1500 بتوقيت جرينتش) وحتى 05:00. ويعتزم المحتجون إغلاق مقر الحكومة ومقار وزارات الداخلية والشؤون الخارجية والتجارة والتعليم والمالية والعمل وأهداف أخرى، في مسعى لتعطيل العمل بحلول غدا الاثنين. ودعا سوثيب ثاوجسوبان، وهو سياسي بارز في الحزب الديمقراطي استقال من البرلمان ليقود الاحتجاجات، أنصاره في كلمة بثت مباشرة على قناة تليفزيونية خاصة إلى الضغط من خلال المظاهرات إلى أن تتنحى الحكومة. كما دعا سوثيب، والذي كان أيضا في السابق نائبا لرئيس الوزراء، العاملين بالدولة الى عدم الذهاب إلى أعمالهم بدءا من غد الاثنين. وتعهدت الحكومة بعدم استخدام القوة المفرطة ضد المحتجين، ولكن فقط أساليب التحكم في الحشود مثل الهراوات والقنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه. وبدأت الأزمة في أول نوفمبر الماضي عندما حاول الحزب الحاكم الدفع باتجاه إصدار قانون عفو في البرلمان من شأنه العفو عن تاكين وآلاف آخرين من القضايا السياسية خلال الفترة من عام 2004 وحتى العام الجاري. ورفض مجلس الشيوخ مشروع قانون العفو في وقت لاحق. ويعيش تاكسين في الخارج منذ عام 2008 لتجنب عقوبة بالسجن لعامين لإدانته بانتهاك السلطة. وكان يتولى رئاسة وزراء البلاد من عام 2001 وحتى عام 2006، قبل الإطاحة به في انقلاب. وقال بونجثيب ثيوكانجانا، نائب رئيسة الوزراء، " ندرك أن زعماء الاحتجاجات يحاولون جاهدين إجبار الحكومة على اللجوء للعنف من أجل زيادة الدعم الموجه لهم من أجل مصلحتهم الشخصية". ولطالما كانت بانكوك مسرحا لمظاهرات شوارع سنوية تقريبا منذ عام 2005. وأسفرت الاحتجاجات العامة عن إغلاق مطاري العاصمة في عام 2008 ومعارك دامية في الشوارع أسفرت عن مقتل ما يربو على 92 شخصا في عام.