هوت العملة الروسية "الروبل" إلى أدنى مستوى لها منذ أربعة أعوام، حيث اختتمت تداولات نوفمبر مسجلة أسوأ أداء شهري لها منذ مايو 2012. وفيما لا تبدي السلطات النقدية الروسية أي مخاوف وتعزو الهبوط إلى عوامل خارجية تتعلق بقرب انتهاء برنامج التيسير الكمي الأمريكي، فإن خبراء يشيرون إلى ارتفاع الطلب الداخلي على العملات الأجنبية بسبب تشديد الرقابة على المصارف من قبل المركزي الروسي واقتراب موعد سداد دفعات ديون كبير قبل نهاية العام، وأداء الاقتصاد المتردي، وفقًا لما نقلته قناة العربية عن صحيفة "البيان". وأمام سلة العملات المعتمدة من المركزي الروسي (0.55 دولار، و0.45 يورو) بلغ السعر 38.61 روبل، وهو أدنى مستوى منذ أغسطس 2009، قبل أن يرتفع قليلاً في ختام تداولات آخر يوم في شهر نوفمبر إلى 38.58. وعمق الروبل خسائره في الشهر الأخير لتصل إلى قرابة 3.5%. ورفع المركزي الروسي الحد الأعلى لسعر صرف سلة العملات ست مرات كل منها بخمسة كوبيكات في نوفمبر، ويخطط المصرف للانتقال إلى رفع أي قيود على سعر الصرف في عام 2015 وهو حاليًا يضبط سعر الصرف ضمن حدين أدنى وأعلى. وعزت النائب الأول لمحافظ المصرف المركزي الروسي كسينيا يودايفا الهبوط إلى انتظار تشديد سياسة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وعدم وضوح رد المركزي الأوروبي في حال إلغاء برنامج الحفز الأمريكي. ولم تأت على ذكر العوامل الداخلية في تحديد أسباب تراجع الروبل. وأوضح دميتري خارلامبييف المحلل في مصرف "بيتروكوميرتس" أن عوامل كثيرة تلعب ضد الروبل منها مخاطر انتهاء برنامج الحفز الأمريكي التي تؤثر في جميع أسواق الاقتصادات الناشئة، إضافة إلى عوامل داخلية تتعلق بركود النشاط الصناعي في روسيا. واستمرار تراجع الطلب الاستهلاكي، والنمو الضعيف للاستثمارات، مما يؤدي إلى تراجع الآمال بزيادة حجم الموجودات بالروبل. ويؤكد خارلامبييف أن سوء أداء الروبل مقارنة بعملات الاقتصادات الناشئة يشير إلى وجود عوامل داخلية تؤثر في أداء العملة الوطنية، ولا يستبعد المحلل أن يصل سعر الصرف مقابل سلة العملات إلى 39 روبل.