لمواجهة تحدي البقاء السياسي، أطلقت تمرد حملة جديد بعنوان "علشان رجالة" لتعريف المصريين كيفية رد الجميل لأفراد الجيش والشرطة في حربهم على الإرهاب، فالحركة- حسب منظميها-، ليس لها أغراض سياسيةأو بمثابة ظهير جماهيري لترشيح السيسي للرئاسة وإنما هدفها إعادة اللحمة السياسية للمصريين من جديد. يحاول مؤسسو حملة تمرد ومن يقف خلفهم، الإبقاء عليها ليست حية بالذاكرة المصرية فحسب، وإنما أيضًا البقاء وإظهار الفاعلية داخل المشهد السياسي وأداء أدوار جديدة للتغلب على مشكلة غياب النسق الفكري الحاكم لاستمرارية الحركة. فالحركة لم يكن لها هدف سوى إسقاط الرئيس محمد مرسي ونظام الإخوان المسلمين، بهذا السقوط فقدت الكثير من قوة الدفع التي حظيت بها منذ نشأتها في إبريل الماضي. والبحث عن دور وهدف سياسي جديد، بات هو الشغل الشاغل لمسئوليها الآن، بعد قرارهم الإبقاء على الحملة، وتحويلها لكيان تنظيمي وسياسي يدخلون تحت مظلتها الانتخابات البرلمانية القادمة. تحديًا لا يقل خطورة عن تحدي إسقاط الإخوان. ومن ثم يكاد يكون من الصعب فك عرى الارتباط الموضوعي بين مساعي الدخول في تحالفات سياسية مع القوى الحزبية وتحديدًا جبهة الإنقاذ الوطني استباقًا للاستحقاقات الانتخابية القادمة، عن مساع مماثلة للبقاء داخل الشارع نفسه الذي شكل حاضنة وظهيرًا سياسيًا للحملة، من خلال الإعلان عن إطلاق حملة جديدة تحت عنوان "علشان رجالة" هدفها كما أعلن خلال مؤتمر إطلاقها بنقابة الصحفيين، إلى تقديم الشكر لأفراد وجنود الجيش والشرطة على دورهم في محاربة الإرهاب والثقة الكبيرة للمصريين فيهم، وتخفيف التكلفة المادية والمعنوية التي يتكبدها الطرفان من أجل مواجهة العنف السياسي الحالي. وشكلت الحركة ثلاثيًا يدير أمورها التنظيمية والإعلامية، يتكون من كريم المصري وإيمان المهدي ومحمد هيكل ويساندها تلك المرة وبشكل علني، مجموعة من الرعاة السياسيين ورجال الأعمال وشركات ومؤسسات، لدعم حركتها داخل الشارع وإعادة الالتفاف حولها هذه المرة تحت مظلة وغاية جديدة هي رد الجميل للمؤسسة الأمنية، وتشكيل ظهير شعبي لها. وعن الهدف من تلك الحملة الجديدة، قالت إيمان المهدي عضو لجنتها المركزية ل"بوابة الأهرام": إن هذه الحملة الجديدة لتمرد ليس لها أهداف سياسية، وإنما أهداف معنوية بالأساس عبر إظهار الدعم السياسي والشعبي الشرطة والجيش اللذين يدافعان عن المصريين ضد الإرهاب داخل كل مكان بمصر. وأوضحت أن جنود وعناصر الجيش والشرطة يتكبدان العديد من الخسائر، مع استمرار وجود وتحدي الجماعات الإرهابية التي تهاجمهما بشكل متواصل، الأمر الذي يستدعي الحاجة لتقديم خالص الشكر لهم، ومعاونتهم ومساندتهم معنويًا في مواجهة هذا العبء الذي بدا ثقيلاً مع تصاعد المواجهات. ومن هنا أتت فكرة حملة تمرد الجديدة، لحث شرائح الشعب على تحديد مسار علني لإظهار دعمهم لأفراد الشرطة والجيش. وأضافت أن الحملة بعدما أعلنت عن وجودها وهدفها يوم 30 أكتوبر، سوف تبدأ العمل الجماهيري لحشد الطاقة الإيجابية للمصريين لإظهار دعم الجيش والشرطة، وأنها مفتوحة للجميع للتعبير، كل على طريقته لإظهار هذا الدعم والتأييد والتعبير عنهما في مساهمات وخدمات ملموسة دون التقيد بمسار واحد، مشيرة إلى أن أولى تلك المجالات السعي لتقديم واجب الشكر للأفراد وأهالي شهداء الجيش والشرطة والتضامن معهم في محنتهم، بالإضافة إلى اعتبار كل فرد وجندي بمثابة بطل قوى في عيون المصريين. ومن جانبه قال كريم المصري، عضو حركه تمرد للبوابة: إن فكرة الحملة، جاءت انطلاقًا من فكرة تمرد الرئيسية التي تسعى لإعادة الوحدة العضوية بين المصريين، بعد مظاهر الفرقة والشقاق والاستقطاب الحاد خلال الفترة الماضية، ومحاولة استكمال مشوار الثورة المصرية من 25 يناير وامتدادها في 30 يونيه، وذلك في ظل وجود جماعات وتنظيمات إرهابية تسعى لاستهداف قوات الأمن بشكل مباشر، وتقويض الأمن داخل البلد، وإسقاط شهداء بين صفوفهم كل يوم. ولذا قررنا تدشين تلك الحملة، موضحًا أن الهدف الرئيس منها إرسال كلمة شكر للجنود الذين يؤدون واجبهم، والذين سقط منهم المئات منذ 30 يونيه وحتى الآن. وأضاف أن كلمة الشكر لا تقتصر على شهدائهم الأبرار فحسب، ولكن يتم تقديمها أيضًا لكل فرد لا يزال يؤدي خدمته وواجبه تجاه هذا الوطن، لافتاً إلى أن الحملة شعبية مفتوحة للجميع للاشتراك بها، إذ تتيح لكل فرد فرصة أن يعبر عن شكره بالطريقة التي يراها مناسبة، وأن تقديم الشكر من الممكن أن يكون في مساهمات أو خدمات للجنود وأهالي الشهداء منهم. ومن جانبه قال محمد هيكل المتحدث باسم الحملة وعضو المكتب السياسي ل" تمرد" للبوابة: إن حملة "عشان رجالة" ليس الهدف منها دعم الفريق عبد الفتاح السيسى، أو أن تكون ظهيرًا سياسيًا له حال نيته الترشح للانتخابات الرئاسة، بل هي حملة لدعم أفراد الشرطة والجيش، وحث المصريين على الوقوف إلى جانبهما وإعطاء دفعة معنوية ومادية لهم من قبل أفراد الشعب المصري، لحسم على الاستمرار في مواجهة الإرهاب. مؤكدًا أن هذه ليست المرة الأولى التي يقف فيها الشعب المصري لنصرة جيشه، وكان سبقها مشاهد شعبية، كان أبرزها بعد العدوان الثلاثي وحرب أكتوبر. وأوضح هيكل، أن هناك تنسيقًا مع الشئون المعنوية بالقوات المسلحة لتقديم الدعم لجنود القوات المسلحة في جميع أرجاء الجمهورية وأشار إلى أن الحملة مستمرة طوال شهر كامل حتى 30 نوفمبر لتلقى الدعم من جميع المتبرعين إلى الحملة لرد الجميل إلى أفراد الجيش والشرطة لمواجهة الإرهاب. وأضاف، سيظل الشعب واقفًا خلف الجيش المصري حتى استكمال خارطة الطريق لافتًا إلى أن الحملة تأتى لدعم أفراد الجيش مقابل ما يقدمونه من تضحيات لمواجهة الإرهاب، وليس لها أي هدف سياسي آخر.