في معجزة إلهية، أفاق الطفل كرم محمد سيد، التلميذ الذي دهست رأسه إحدى سيارات الكتب داخل فناء مدرسته بمحافظة بني سويف، بعدما تدخل الدكتور محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم، لدى الفريق أول عبدالفتاح السيسي القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربي، حيث وافق على دخول التلميذ للعلاج بمستشفى المعادي للقوات المسلحة. وبعدما أفاق الطفل- صاحب الاثني عشر عامًا- تحدث منذ قليل إلى الوزير أبوالنصر عبر الهاتف، حيث ظل يردد بعض الكلمات غير المفهومة، لكن أطباء المستشفى أبلغوا الوزير هاتفيًا أن حالة "كرم" تحسنت بشدة، وأنه الآن بدأ في العودة لطبيعته، بعدما كان قد أصيب بنزيف في المخ. كان "كرم" قد أصيب داخل فناء مدرسة الإصلاح الابتدائية بمركز ببا في محافظة بني سويف، بعدما دهست رأسه إحدى سيارات الكتب، مما استدعى غرفة عمليات الوزارة، وأحمد خضر مدير الإدارة المركزية للأمن بالوزارة، إلى نقل الطالب لمستشفى المعادي العسكري، بعد مكالمة جرت بين الوزير أبوالنصر والفريق أول عبدالفتاح السيسي. وتابع أبو النصر حالة "كرم" منذ دخوله إلى المستشفى، وأجرى اتصالات هاتفية بالأطباء المعالجين لحالته، ومعرفة ما إذا كانت الحالة تستدعي سفره إلى الخارج من عدمه، لكن الأطباء كانوا دائمًا يقولون ل"الوزير": "اطمئن". وتحدث "كرم" مع الوزير منذ قليل، وقال له: "بابا عايزك"، ثم تكلم الوزير مع والده الذي قاله له: "المستشفى عايزه 5 آلاف جنيه يا باشا"، لكن أبوالنصر طمأنه بأنه لن يدفع مليمًا واحدًا. وبعدما كان والد كرم يعمل في مهنة "مسح الأحذية"، أبلغه الوزير منذ قليل، بأنه تم تعيينه في أحد مصانع محافظة بني سويف ابتداء من الشهر المقبل، ليستطيع رعاية أسرته بدلاً من العمل في "مسح الأحذية". المثير أن الأطباء حين أبلغوا وزير التعليم أن غرف المستشفى ليس بها أي مكان لاستقبال حالات جديدة، قال لهم: "اتصرفوا"، فما كان من الأطباء إلا أن يحتجزوا الطفل "كرم" بنفس الجناح المحتجز به الرئيس الأسبق حسني مبارك، ويفصلهما عن بعضهما البعض، بضع غرف. وقال الوزير ل"بوابة الأهرام" قبل قليل: "أنا سعيد جدًا لما سمعت صوت كرم.. وتعاملت معاه كأنه ابني.. واللى أرضاه على ابني أرضاه على أي تلميذ في مصر.. كان لازم أهتم بالحالة، مهما كان والدها مهمًا في الدولة أو ماسح أحذية، أنا أقسمت يمينًا أمام الرئيس ولا بد أن أكون على قدر المسئولية".