شهدت ليلة خسارة الفراعنة المفجعة أمام المنتخب الغانى 1- 6، عدة مفارقات ترصدها "بوابة الأهرام" من خلال مرافقتها لبعثة المنتخب، لتسجل كواليس ليلة الهزيمة، وبعض ملامح ما جرى قبل وخلال اللقاء من الجماهير "الإخوانية". فقبل المباراة بين مصر وغانا تلقى السفير المصري بأكرا اتصالا لإبلاغه بقدوم 35 من الجماهير المصرية ينتمون لجماعة الإخوان، وأنهم سيتواجدون في استاد بابا يارا بكوماسي خلال المباراة. وقد تم عقد جلسة بين طاهر أبو زيد، وزير الرياضة، والسفير المصري بغانا وحمادة شادى، المسئول بالشركة الراعية للبطولات الإفريقية، لتحديد طرق التعامل مع الجماهير المنتمية للإخوان. وخلال المباراة ظهر هؤلاء، وهاجموا الفريق المصرى، وقامت إحدى المنتقبات بالدعاء على المنتخب بالخسارة، زاعمة أنه "طالما ظلت الحرب مستمرة على الإسلام ستخسر مصر دائما"، على حد قولها. وتطورت الأحداث وكادت تصل لحد الاشتباك، إلى أن قام الأمن المكلف من دولة غانا باتباع تعليمات مسئول الشركة الراعية بالتعامل معهم عندما يرفعون لافتات رابعة. وتم إبعاد الجماهير المثيرة لأزمات ليجلسوا مع الجماهير الغانية، حيث حاولوا إقناعهم بأن رفع لافتات رابعة سيزيد الجماهير واللاعبين المصريين غضبا، وفرحت الجماهير المنتمية للإخوان بخسارة المنتحب المصري أمام نظيره الغاني. وبعد المباراة أغلق فندق "نودا" بكوماسي الأبواب المؤدية لبعثة المنتخب عقب وصوله من استاد بابا يارا. وبعد الوصول إلى المطار ابتعد محمد أبوتريكة وشريف إكرامي عن زملائهم بالدور الأول وتوجها للدور العلوي، وجلس الباقون علي الأرض، وظهر حسام عاشور مرتديا للرباط بسبب إصابته في الكتف، قبل أن يتوجه الجميع إلى الطائرة دون أي رغبة من الجماهير الغانية في التقاط صور تذكارية مع اللاعبين المصريين. ولم يكن أمام الأمريكي بوب برادلي المدير الفني للمنتخب المصري الأول لكرة القدم سوي مطالبة اللاعبين برد اعتبارهم في القاهرة بتحقيق الفوز علي غانا يوم 19 من نوفمبر المقبل في إياب الجولة الفاصلة والمؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل. وشدد برادلي خلال حديثه مع اللاعبين علي ضرورة التفكير في المستقبل والبحث عن الفوز في المواجهة المقبلة التي لا تعرف سوي الفوز. والتزم برادلي الصمت طوال رحلة العودة، فلم يتحرك سوي لدخول الحمام، خصوصا أنه اعترف بالفشل لعدم تحقيق حلم المونديال، بينما أكد سيف زاهر عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة ورئيس بعثة المنتخب بغانا أن الجهاز الفني يتحمل المسئولية كاملة. وأضاف زاهر أن المهمة مستحيلة في القاهرة بتحقيق الفوز 5-0 للتأهل لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل، وأشار رئيس بعثة المنتخب بغانا إلى أن عدم وضع الأمل أمام الناس في أمر مستحيل شيئ غير مرغوب فيه. بينما دافع ضياء السيد المدرب العام للمنتخب عن الجهاز الفني، مؤكدا أنه يرفض تحميله الأمور بأكملها فالجميع مشترك في المهمة والأحداث. وشدد السيد علي أن نتائج مباريات كرة القدم هي المكسب والخسارة والاعتراف بالأخطاء ضروري، لكن لا يتحمل النتائج السيئة طرف بعينه. أما زكي عبد الفتاح مدرب حراس مرمي المنتخب، فأكد أن الجهاز الفني للمنتخب لم يكن لديه بدائل سوى اختيار لاعبي الأهلي والمحترفين والمميزين في باقي الأندية، وهؤلاء هم اللاعبين الموجودين علي الساحة في الوقت الحالي. وأضاف عبد الفتاح أن الجهاز الفني لم تكن مهمته تحقيق حلم المصريين بالتأهل لكأس العالم 2014 بالبرازيل فحسب، بل إعداد جيل جديد من اللاعبين قادرا علي تحقيق الانتصارات والبطولات في الأعوام المقبلة. ومن المثير أن اللاعبين بدوا غير متأثرين بالهزيمة الثقيلة أمام غانا، فالجميع استخدم الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية الحديثة في اللعب ومشاهدة الأفلام العربية والأجنبية والدخول في "هزار وتهريج" مع بعضهم. وهبطت الطائرة فى مطار القاهرة، وتم اصطحاب اللاعبين بالأتوبيس الخاص من أمام سلم الطائرة.