أكدت الدراسات الحديثة أن 15٪ من مرضى فيروس سى ممن يطلق عليهم "مدمنى العلاج بالحقن" بدلا من تناول الأدوية بالفم، أن هؤلاء هم مصدر العدوى بفيروس سى ل70٪ من الحالات الجديدة سنويا. أعلن ذلك الدكتور جمال عصمت، عضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية بوزارة الصحة وأستاذ الجهاز الهضمى والكبد ونائب رئيس جامعة القاهرة. وأشار إلى أن هناك خططا موضوعة للبدء بعلاج هؤلاء المرضى الذين يتسببون فى القدر الأكبر من نقل العدوى فى المجتمع المصرى باستخدام الأدوية الحديثة، وهناك محاولات لتوفير تلك الأدوية بسعر مناسب لعلاج كل المصابين بفيروس سى فى فترة زمنية قصيرة وبنسبة شفاء تصل إلى 90% فيما يعنى القضاء على مصادر انتشار العدوى فى مصر. وأوضح أن الخطة تعتمد أساسا على السعى لاكتشاف هذه النوعية من المرضى والتركيز فى علاجهم من أجل الوصول إلى شفائهم ومن ثم القضاء على المصدر الرئيسى لنقل العدوى فى المجتمع المصرى. وأكد أننا الآن نعاصر مرحلة مهمة فى القضاء على انتشار فيروس سى فى مصر تذكرنا بالمرحلة الرائعة التى أنجزناها من قبل فى أوائل التسعينيات واستطعنا فيها القضاء على وباء البلهارسيا، الذى كان ينتشر فى أجساد 40% من المجتمع المصرى، وأصبحت نسبة انتشاره الآن أقل من 2%، مشيرا إلى أن أحلامنا يمكن أن تصبح حقيقة بالدراسة والبحث والتجربة والتطبيق. وقال إنه خلال ال5 سنوات الماضية حدثت طفرة فى الأبحاث والدراسات الإكلينيكية فى مجال فيروس سى مما نتج عنه ظهور عشرين مستحضر جديد تجرى الدراسات الإكلينيكية عليهم أملاً فى الوصول للدواء المثالى. وأضاف أن معظم هذه الأدوية الجديدة تؤخذ عن طريق الفم وتعمل من خلال مهاجمة أجزاء جينية فى الفيروس تمنعه من التكاثر كما أنها تؤخذ لفترات قصيرة تصل من 8 إلى 12 أسبوع ويمكن عن طريق استخدام أكثر من دواء من هذه المجموعة إنشاء برنامج علاجى يناسب معظم المرضى ولا يحتوى على حقن الانترفيرون وتكون نسبة الشفاء به أكثر من 90%. وأوضح أنه فى مصر أدى انتشار السلالة الرابعة من فيروس "سى" والتى لا توجد بكثرة فى أوروبا أو أمريكا الى ضرورة اجراء دراسات اكلينيكية لهذه الأدوية الحديثة على المرضى المصريين لمعرفه الدواء المناسب. وأشار إلى الآمال المعقودة من خلال اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية ووزارة الصحة فى توفير هذه الأدوية الحديثة بعد التأكد من صلاحيتها للمواطن المصرى بسعر مخفض وذلك أسوة بما تحقق من نجاح سابقاً فى توفير عقار الانترفيرون طويل المدى ب(10%) فقط من سعره فى السوق العالمى بدون أى دعم من الحكومة وكذلك توفير العلاجات الحديثة لفيروس "بى" ب5% من سعره فى السوق العالمى.