تزايدت في الآونة الأخيرة نسب الإصابة بالفيروس الكبدي سي, حيث وصلت إلي10% من المصريين, بمعدل100 ألف حالة جديدة سنويا, وقد تم حديثا التوصل إلي علاجات متطورة لفيروس سي عن طريق الفم. أكثر فاعلية وأقل في مدة العلاج, كما أنها تتلافي مضاعفات الإنترفيرون, هذا أهم ما ناقشه المؤتمر السنوي الرابع للمعهد القومي للأمراض المتوطنة والكبد الذي عقد أخيرا بالقاهرة, وتناولت الجلسات مجهودات اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية علي مدار6 سنوات, من خلال23 مركزا بالجمهورية تساهم في علاج250 ألف مريض بالفيروس سي. هذا ما أكده الدكتور وحيد دوس عميد المعهد القومي للكبد بالقاهرة, مشيرا إلي النتائج المتقدمة للأبحاث الدولية الحديثة في علاج الفيروس الكبدي( سي) عن طريق الفم كبديل للانترفيرون أو بمصاحبته, والتي يتوقع تسجيلها دوليا خلال العام ونصف العام القادمين, حيث سترفع نسب الشفاء في بعض الحالات الي90% وتجنب المرضي مضاعفات الانترفيرون. وأوضح الدكتور محمد القصاص استشاري الكبد والجهاز الهضمي ومقرر المؤتمر انه تم التركيز خلال الجلسات علي دور منظمات المجتمع في التوعية بخطر الفيروسات الكبدية, وتوعية التمريض والعامة بمخاطر انتقال العدوي, وتحديد دور الأشعة التليفزيونية في الاكتشاف المبكر لأورام الكبد والتي ساعدت في رفع نسب الشفاء, والتدخلات الموضعية الحديثة بالتردد الحراري والكي بموجات الميكروويف للأورام بأحجام7 سم, والتي تجنب المريض اللجوء للجراحة التي لا تناسب مريض الكبد أو مضاعفاتها الجانبية. أما السلالة الرابعة من فيروس( سي) وهي الأكثر انتشارا بين المصريين وتوجد في90% من المرضي, فيقول عنها الدكتور جمال عصمت أستاذ الكبد والجهاز الهضمي بطب قصر العيني انه استحدثت طرق علاج بالفم أضيفت الي العلاج بالانترفيرون والريبافرين, وأدت إلي ارتفاع نتائج الشفاء من60% الي95%, وستعرض نتائج هذه الدراسة في مؤتمر الجمعية الأمريكية لأمراض الكبد ببوسطن, كما تناول العلاج الجديد لفيروس سي بالفم دون الاستعانة بالانترفيرون كعلاج أولي, ولمدد قصيرة لا تتجاور12 أسبوعا, وحقق نتائج شفاء عالية. وأضاف الدكتور عصمت: من المعروف أن الدواء المثالي لابد أن تتوافر فيه خمس معايير وهو أن يكون فعالا وليس له أثار جانبيه ويؤخذ بالفم وفي فترة زمنية قصيرة وبسعر يكون في متناول المريض العادي مؤكدا أن الدولة تبذل جهودا مضنيه لدعم مرضي فيروس سي حيث تم علاج أكثر من200 ألف مريض إستفاد95% منهم بدعم الدولة, مشيرا إلي أن قيمة العلاج تمت خفضها إلي12 ألف جنيه بدلا من75 ألف جنيه. وحول الخطوط الاسترشادية الدولية في عمل مناظير الجهاز الهضمي والقنوات المرارية يشير الدكتور كمال الأتربي استشاري الكبد والجهاز الهضمي بالمعهد,إلي أهمية تحضير المريض قبل المناظير, والتحديد الدقيق لدواعي عمل المناظير من الامور المهمة, مع ضروة تفادي أضرارها وبعض مضاعفاتها البسيطة والتعامل الأمثل مع حالات النزف, ويضيف أن هناك بعض الحالات المرضية تحتاج للعلاج قبل إجراء المناظير ومنها مرضي انسداد القنوات المرارية, والنزيف الدموي, ومرضي تجلط الدم, وتوجد محاذير في حالات سيولة الدم, مع أهمية اتباع إرشادات ما بعد المناظير خاصة بعد ربط دوالي المرئي والقنوات المرارية ومتابعة تحاليل وظائف الكبد والصفراء والأشعة لتفادي المضاعفات. ومن خلال جلسات المؤتمر العلمي السادس لمعهد تيودوربلهارس للأبحاث الطبية الذي عقد بالقاهرة أخيرا بالتعاون مع مستشفي بوجون الفرنسية أكد الدكتورهشام الخياط أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بالمعهد أن هناك طفرة علمية هائلة في علاج فيروس سي الجيني الرابع الموجود والمنتشر حاليا في مصر, مشيرا إلي أن الدراسات الإكلينيكية تؤكد أن هناك14 دواء تحبط تكاثر الفيروس في مراحله الأخيرة من30 دواء وتأخذ بالفم دون أعراض جانبيه وبدون الانترفيرون, وأضاف أن هناك أدوية جديدة أثبتت فاعلية شديدة عند إعطائها ثنائيات أو ثلاثيات عن طريق الفم. وأضاف أن هذه الطفرة في العلاج التي تحقق88% من نسبة الشفاء سوف تقضي علي الفيروس سي خلال السنوات العشر المقبلة مثلما حدث مع مرض البلهارسيا, مشيرا إلي أن هناك طفرات أخري في العلاج مثل التنبؤ بالأمراض المكتسبة وغير الوراثية فقط, والتي يتعرض لها الطفل منذ ولادته بالإضافة إلي أن البصمة الجينية للطفل تتيح له معرفة الأمراض المكتسبة مثل الضغط والسكر وإمكان حدوث جلطات في القلب مستقبليا والعمل علي محاولة علاجها منذ البداية. وأكد أن هناك7 جينات وراثية مسئولة عن تدهور حالة مرضي فيروس سي إلي تليف وأورام كبدية بما تقلل من فرص الشفاء, في الوقت الذي اكتشف العلماء ثلاثة جينات أخري مسئولة عن تحول مرضي الدهون الكبدية إلي الإصابة بالتهاب وتليف في الكبد مما يعطي فرصا في العلاج الحاسم والفعال منذ البداية لمنع تقدم وتدهور حالات الكبد لهؤلاء المرضي. ويؤكد الدكتورأحمد الراعي أستاذ الجهاز الهضمي الكبد بمعهد تيودوربلهارس أن العلاجات الجديدة لمرض فيروس سي مازالت تحت الدراسة لإجراء المزيد من الأبحاث المعملية التي تجري حاليا في أمريكا وفرنسا, مشيرا إلي أن العلاجات الجديدة سوف تساعد علي الاستغناء عن دواء الانترفيرون الذي يعالج به مرض الفيروس سي حاليا, وأنه لن يتم تداولها في الأسواق قبل ثلاث سنوات قادمة.