أعلنت شبكة الصحفيين السودانيين باسم جميع الصحفيين السودانيين الدخول في إضراب مفتوح عن العمل اعتباراً من صبيحة غدا السبت، وحتى انجلاء الأزمة تماماً، وبما يكفل للصحفيين الشروط الواجبة للممارسة المهنية الحرة، دون قيد أو شرط سوى المسئولية تجاه القراء وتقاليد وأخلاق المهنة وحدها لا غير. وأضافت، أن ذلك نظراً لاستحالة تحقيق أدنى متطلبات المهنية، وحفاظاً على التاريخ المشرِّف للصحافة السودانية التي ظلت لقرن وعشرة أعوام، المرآة الصادقة التي تعكس صوت الشارع السوداني، في جميع المراحل الوطنية. وأشارت الشبكة، فى بيان لها الجمعة، إلى أنه يعتزم عدد من الصحفيين تقديم استقالات جماعية، وإغلاق مكتب قناة (العربية) بالخرطوم والاستدعاءات الأمنية المتكررة لمراسلي الوكالات والقنوات الفضائية. قالت الشبكة، إنه لم يعد الصمت ممكناً لا سيما في ظل المنعطف غير المسبوق الذي تمر به البلاد في أعقاب التظاهرات الجماهيرية التي اندلعت وانتظمت كافة مدن البلاد، والتي صاحبتها إجراءات حكومية أمنية تهدف للتعتيم الإعلامي على أخبار القتل والوحشية التي تواجه بها أجهزة الأمن التظاهرات، والرقابة وموجهات النشر التي فرضها الأمن على رؤساء التحرير والصحف والتي تخرق قواعد الأخلاق والسلوك الصحفي القويم، وتناقض أبجديات المهنية الصحافية وتهز مصداقيتها. ونظرت شبكة الصحفيين السودانيين، بفخر بالغ لموقع عميد الصحفيين السودانيين محجوب محمد صالح الذي انحاز للمهنية الحقيقية على حساب صدور (الأيام) تحت شروط الأمن، تثمن عالياً المواقف الصائبة التي تواترت تباعاً، عطفاً على ذلك الموقف، حيث امتنعت صحف (الجريدة) و(القرار) عن الصدور، وصودرت صحف (المجهر السياسي) و(الوطن) اليوم 27 سبتمبر وصحيفة (السوداني) ليومين متتالين. وأكدت الشبكة، أن أغلب الصحف مملوكة للنظام، وعليه نحن براءٌ من المواد والأخبار الصحفية والتغطيات التي سوف تصدرها بجبروت السلطات الأمنية، على حد قولها. ترحمت شبكة الصحفيين السودانية، على أرواح الشهداء الذين سقطوا فداء لمطالبهم العادلة في الخبز والحرية، وتتقدم بتعازيها لمئات الأسر المكلومة في فلذات أكبادها، لهم الرحمة والخلود.