عقد نبيل فهمى وزير الخارجية، صباح اليوم الاثنين، جلسة مباحثات مطولة مع سيرجى لافروف وزير الخارجية الروسى، وذلك فى مستهل لقاءاته بالعاصمة الروسية موسكو التى وصلها الليلة الماضية فى زيارة تستمر يومين. وتناولت المباحثات سبل دفع العلاقات الثنائية بين مصر وروسيا الاتحادية، في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، فضلاً عن مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك بين البلدين وفي مقدمتها الأزمة السورية والقضية الفلسطينية. وأضاف أن الزيارة تأتي أيضًا في ضوء ما ذكره مرارًا بعد تشكيل الحكومة المصرية الجديدة، من أنه لابد من تنوع الخيارات المصرية، حفاظًا علي سيادة القرار المصري. وأضاف أنه من هذا المنطلق، سيتم تناول عدد من القضايا الثنائية، سواء على الصعيد الاقتصادي أو التعاون الأمني والتعاون في مجال السياحة والتجارة وغيرها من المجالات. وتابع: "وأود أن انتهز هذه الفرصة لتهنئة روسيا علي تحركها الدبلوماسي، والذي نتج عنه حتي الآن الاتفاق الروسي الأمريكي بالنسبة للأسلحة الكيمائية السورية". وأعرب عن أمله فى أن يتم تنفيذ هذا الاتفاق بما يؤدي إلي تهدئة الأوضاع بسوريا، والعودة بنا الي مسار "جنيف 2" لحل القضية السورية في إطار دبلوماسي سياسي، وكذلك -وهو ما يتم إغفاله كثيرا- أن تكون هذه الخطوة ملموسة في إتجاه إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في منطقة الشرق الأوسط سواء النووية أو الكيمائية أو البيولوجية، وهو موضوع أثارته مصر منذ عام 1974 بالنسبة لإخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية، ثم أثرناه بعد ذلك مرة أخري فيما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل منذ التسعينات". وأكد أن مصر ملتزمة بهذا الهدف، وتعمل من أجله، ونأمل في اتخاذ خطوات إقليمية ودولية لدخولة حيز التنفيذ دون تمييز. وشدد علي أنه لايمكن أن يتم ذلك لصالح طرف علي حساب طرف آخر، وقال: "يجب التزام الجميع بقواعد ومبادئ المجتمع الدولي فيما يتعلق بعدم استخدام أسلحة الدمار الشامل وعدم حيازتها، احتراما لمبدأ الأمن للجميع بحيث لا يكون الأمن لطرف علي حساب الطرف الآخر". وحول ما ذكره بشأن تنويع الخيارات المصرية، وما إذا كان قرارًا إستراتيجيًا أم تكتيكيا، قال وزير الخارجية نبيل فهمي إنه قرار إستراتيجي للحكومة الانتقالية المؤقتة في مصر، فهي حكومة انتقالية لكنها تتحمل مسؤلية تاريخية كبيرة جدا، وهي حكومة تأتى بعد صحوة شعبية لثاني مرة خلال عامين ونصف العام، ومطلب شعبي من أجل أن يشارك في تحديد مستقبله وأن يعامل باحترام داخليا وخارجيا. واستطرد قائلا: "ولكي يتم ذلك و نعطي حق الممارسة للشعب لابد أن يكون في أيدينا خيارات مختلفة لأننا نتعامل مع العالم فالاعتماد علي طرف دون طرف آخر شئ غير طبيعي وغير منطقي وليس في مصلحتنا، خاصة لدولة مثل مصر التي تستورد غذاءها وسلاحها وطاقتها، ومركزها الجغرافي في منتصف العالم، وبالتالي فإن وضعنا الداخلي مرتبط بعلاقاتنا الخارجية، كما أن علاقاتنا الخارجية مرتبطة باستقرار الوضع الداخلي". وأكد أن ما ندفع به هو تصحيح للعلاقات الخارجية المصرية في ضوء كوننا نتحمل مسئولية مباشرة أمام الشعب الآن لتسليم المهمة بعد نهاية هذه الوزارة بشكل يتماشي ويتسق مع أهداف ومبادئ الثورة. وردًا علي سؤال حول ما اذا كان ذلك يعني أن مصر في طريقها لتغيير شكل علاقاتها الخارجية بدلاً من الاتجاه إلى الغرب والاتجاه إلى دوائر أخري، أوضح نبيل فهمي أن الأمر ليس كذلك، وقال "لكن الأمر هو أننا سنتجه إلي دوائر خارجية كثيرة، سنقوم بتنمية ما لدينا من علاقات ونقومها إذا احتاجت إلى تقويم.. وسنضيف اليها علاقات كانت موجودة تاريخيًا ولم يتم استثمارها بشكل كافٍ أو علاقات جديدة بالكامل". وأكد أن "مصر لا تلعب لعبة المحاور"، وقال "لا نقصد بذلك استبدال طرف بطرف آخر.. هذا تصور صبياني وغير مهني، لكن ما يهمنا هو أن نتيح للحكومة المصرية والمواطن المصري خيارات عديدة ليختار أفضلها في كل مرحلة حسب الموضوع وحسب الحاجة". وأكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن بلاده ترى لها مصلحة في تحقيق الاستقرار في مصر، وقال لافروف -قبل بدء اللقاء بوزير الخارجية نبيل فهمي في موسكو-: "نرى لنا مصلحة في استقرار الوضع في مصر". ومن مصلحة روسيا أيضا أن تضطلع مصر بدور رئيسي في العالم العربي. وأشار لافروف إلى أن بلاده ترى أنه من الضروري أن يختار الشعب المصري بنفسه طريق التطور، مؤكدا على أهمية استقرار أوضاع مصر لتطور العلاقات الروسية المصرية. من جانبه عبر وزير الخارجية نبيل فهمي عن تقديره لموقف روسيا الواضح تجاه تطورات الوضع في مصر.