على خطى الرئيس العراقى صدام حسين يسير الرئيس السورى بشار الأسد، فأوباما يقوم بنفس السيناريو الذى نفذه من قبل جورج بوش الابن، فصدام واجه عقوبة الإعدام فى واقعة اتهامه باستخدام السلاح الكيماوى فى منطقة الدجيل الشيعية. بشار ينتظر ضربات عسكرية من الأسطول الأمريكى المتحفز بعد اتهامه باستخدام السلاح الكيماوى فى منطقة الغوطة قرب دمشق. ما أشبة الليلة بالبارحة.. لم يتغير السيناريو.. يتبادل الرؤساء الكراسى وتتباين التصريحات المعلنة، لكن تبقى القرارات من داخل البيت الأبيض فى كل حكم وعهد هى نفس القرارات التى تقرر فى لحظة ما وضع نهاية لنظام وحاكم. الدكتور بشار الأسد الذى يحكم سوريا منذ 13 عاما، تولى المنصب فى 17 يوليو عام 2000، صمد طويلا فى وجه التحديات الشخصية التى تحيط بحكمه. دخل فى معارك ضارية مع أشقاء عرب بعد أن أيقن أنه يجد نفسه أكثر فى الحضن الإيرانى.. يملك مفتاح لبنان البلد الصغير الذى ولد فى بطن سوريا، ربما أكثر مما يملك بشار فى سوريا. وبسبب لبنان يتعرض لمواقف وأزمات.. فقد العلاقة مع المملكة العربية السعودية ومع قطر والبحرين وبالطبع دول الخليج الست، هو منحاز فى لبنان إلى حزب الله وحركة أمل وتيار المردة.. وبينه وبين قوى الرابع عشر من آزار بزعامة سعد الحريرى ووليد جنبلاط، أزمات ودماء ومحاكم دولية. كيف يفكر الآن بشار وهو ينتظر بين لحظة وأخرى، الضربة المميتة، فمجلس الشيوخ الأمريكي صوت على أن تمتد لأكثر من 3 شهور، فى حين كانت التسريبات من قبل، أنها لن تتجاوز 3 أيام. هو بكل تأكيد يستحضر ما مر به العراق وصدام. هل يستمر فى المواجهة أم يترك سوريا ويصطحب معه زوجته وأولاده ويستقر فى الخارج؟. هو قرار يضمن له السلامة الشخصية، لكنه سينهى تاريخ عائلة الأسد فى سوريا وستتحول سوريا إلى ساحة للحرب الأهلية. إذن ما الخيارات أمامه؟. هل لو ترك الحكم ستتوقف الضربة الأمريكية؟.. بالطبع، حيث يبدو الهدف واضحا وهو تدمير سوريا ودفاعاتها الجوية. بشار بين نارين ولا يملك إلا أن يقف لا لكى يمنع النيران ولكن لكى يتحملها حتى تخمد، وهو خيار مر. يحبس الشعب السورى أنفاسه فى انتظار تصويت مجلس النواب الأمريكى يوم 9 سبتمبر بناءً على طلب الرئيس الأمريكى باراك أوباما، الإذن بضرب سوريا، وتزداد الصورة قتامة يوم بعد يوم، خصوصا بعد موافقة الكونجرس الأمريكى أمس على توجيه ضربة عسكرية لسوريا. ويبدو أن الرئيس السورى بشار الأسد على قناعة من داخله بحتمية تعرض بلاده لهذه الضربة، ولهذا أراد أن يعلن موقفه ووجهة نظرة وقراره من خلال الحوار المطول الذى أجراها مع صحيفة لوفيجارو الفرنسية على الرغم من أن الصحفى تقدم بطلب إجراء الحوار قبل عامين، وجاءت الموافقة هذا الأسبوع. وأفردت وكالات الأنباء للتصريحات السياسية فى الحوار، لكن كانت هناك أسئلة عديدة تمس الحياة الشخصية للرئيس بشار، منها ما يتعلق بحياته وأسرته، فعندما سأله مراسل صحيفة لوفيجارو: هل أنت ستقاتل لحد أن تضحي بحياتك لأجل سوريا؟. أجاب الأسد: عندما يكون الموضوع وطنيًا، الكل يقاتل.. والكل يضحي لأجل وطنه.. لا يوجد فرق بين رئيس ومواطن.. القضية ليست قضية شخصية.. فما الفائدة إن بقيت أنت حيًا وبلدك ميت؟. وعندما سأله مندوب لوفيجارو: هل أنت متأكد بأنك ستربح هذه المعركة؟. أجاب: تاريخ منطقتنا يقول إنه عندما تدافع الشعوب عن نفسها تنتصر.. وهذه الحرب ليست حرب الرئيس ولا الدولة هي حرب كل الوطن.. وسننتصر. وعند سؤاله: البعض بعد عامين ونصف العام على بداية الأزمة يقول إن بشار الأسد يقود وحده البلاد.. أجاب الأسد : إذا كان الغرب ضدي والشعب ضدي وأنا وحيد في الدولة.. كيف لي أن أقود البلاد.. هذا كلام غير منطقي.. أنا مستمر بقوة الدعم الشعبي وبقوة الدولة.. لذلك مع كل أسف عندما ينظر الإنسان من الغرب إلينا، لا يرى الأمور بشكل واقعي. وعندما سئل عن بداياته فى الحكم و الجميع كان ينظر إليكم كرئيس شاب واعد جدا.. طبيب عيون هام.. هل اليوم بعد كل هذه الأزمة تبدلت صورتكم وإلى أي حد... كيف تبدل هذا الشخص؟. الأسد: السؤال الأهم هو هل تبدلت حقيقة هذا الشخص... فالصورة يبدلها الإعلام بالطريقة التي يريد.. حقيقتي لم تتغير.. أنا شخص أنتمي للشعب السوري. اعتقدوا بأن رئيسا شابا يمكن أن نقول له ما يفعل وما لا يفعل.. اعتقدوا بأنني إذا درست في الغرب فهذا يعني بأني فقدت ثقافتي الأصيلة.. هذه نظرة ساذجة وسطحية.. أنا لم أتغير.. ولكن هم رأوني بصورة أخرى في البداية. عليهم أن يقبلوا صورة السوري المتمسك باستقلال بلده. يذكر أن بشار الأسد من مواليد 11 سبتمبر 1965 درس الطب فى إنجلترا ومتزوج من السيدة أسماء الأخرس وأنجبا ثلاثة أبناء هم حافظ وزين وكريم . وقد تم تعديل نص الدستور بعد وفاة والده حتى يتناسب سنه مع شروط الترشح لرئاسة سوريا ، فهو لم يكن فى الحسبان لكى يتسلم الحكم، بل كان شقيقه الأكبر باسل الذى لقى حتفه فى حادث سيارة بطريق مطار دمشق الدولى غير معروف تفاصيله ويومها انزوى الأب حافظ فى حجرة موصدة وبكى طويلا على باسل . ويساند بشار فى مهمة إدارة الدولة الشقيق ماهر الذى يتعبره البعض هو القائد الفعلى للجيش السورى وكان من قبل آصف شوكت زوج شقيقته بشرى والذى لقى حتفه فى تفجير مبنى المخابرات العام الماضى.