كشفت مجموعة من الباحثين من المعهد الكوري المتقدم للعلوم والتكنولوجيا في كوريا الجنوبية النقاب عن سيارة كهربائية قابلة للطي إلى النصف، ويطلق عليها اسم "أرماديللو تي". وقد صمم الباحثون هذا الطراز المضغوط بناء على شكل حيوان أصلي من أمريكا الجنوبية هو "أرماديللو" ، وهو حيواني ثديي هاديء تغطي جسمه صدفة جلدية أشبه بالدرع. ولهذا الحيوان طريقة متميزة في الدفاع عن نفسه ضد الخطر، فهو يلف جسمه ليصبح في شكل كرة لدى مواجهة أي تهديد، ومن هنا قام الباحثون الكوريون بتصميم السيارة "أرماديللو تي" لتطبيق فكرة طي جسمها وتقليص حجمها الأصلي من 2.8 متر إلى النصف تقريبا، أي إلى 1.65 متر. وهذه السيارة ذات الأربع عجلات والمقعدين، والتي تعمل كلها بالكهرباء، تزن 500 كيلو جرام فقط، ويمكنها أن تسير بسرعة تصل إلى 60 كيلومترا في الساعة كحد أقصى، كما يمكنها الانطلاق لمسافة مائة كيلومتر عندما يتم شحنها بسرعة لمدة عشر دقائق. وقال الفريق البحثي إن الإنسان ابتكر العديد من الأجهزة والأشياء القابلة للطي بكفاءة عالية، مثل الهواتف المحمولة والدراجات وأجهزة اللاب توب، إلا أن فكرة وجود سيارة مضغوطة لم تكن موجودة في كوريا، حيث تعانى من مشكلة نقص أماكن ركن السيارات والاختناقات المرورية في الطرق، ومن هنا جاءت فكرة السيارة أرماديللو تي، لتكون حلا ممكنا لمثل هذه المشكلات. وأوضح أنه يمكن طي السيارة أرماديللو تي لأكثر من متر لتصل تقريبا إلى نصف حجمها الأصلي لتأخذ ثلث مساحة الركن التي تبلغ خمسة أمتار، وهو المقاس السائد في كوريا، مما يسمح لثلاث سيارات منها للركن في المكان نفسه. وعن الترويج التجاري لهذه السيارة، قال الفريق إنه من المستهدف توفير السيارة للجمهور بسعر معقول، وهو ما يتطلب حملات ترويج تجاري من أجل تزويدها بمتطلبات إضافية مثل الصيانة وقوة التحمل والثبات. وتعمل السيارة بأربع عجلات مستقلة، مما يعني أن السيارة يمكنها أن تواصل الحركة في مواقف طارئة مثل تعطل محرك أو واحد أو المحركين معا، ويمكن أيضا باستخدام الروموت كونترول المتصل بالهواتف الذكية تحريك العجلات واستدارة السيارة 360 درجة، مما يعزز قدرة السائق على ركن السيارة، حتى وإن كانت مساحة الوقوف ضيقة مثل ركن في أحد المباني. والنسخة الحالية من السيارة تستفيد من البلوتوث وتتلقى الأوامر من الهاتف الذكي إلى السيارة مباشرة، وبهذا فقد تم تصميمها للتفاعل فقط في إطار مسافة قريبة. ومن المقرر أن يتم توسيع هذه النظم لكي يمكن تطبيقها على نماذج اتصال مختلفة وفقا للحاجة، بهدف تجنب تداخل الاتصالات ولتوسيع مسافة عملها، ومن المتوقع أن تساهم السيارة أرماديللو تي في تعزيز شعبية السيارات الكهربائية الصغيرة بصفة عامة.