أكدت وزارة الخارجية أن استدعاء عدد من الدول الأوروبية سفراء مصريين لديها يعد بمثابة "اجراء دبلوماسي متوقع" فى مثل هذه الظروف التى تمر بها مصر، ولم يخرج عن الأعراف الدبلوماسية المعروفة بين الدول. وأكد السفير بدر عبد العاطى -فى تصريحات له تعقيبا علي استدعاء سفراء مصريين بعدد من الدول- أن الهدف منه كان للوقوف على حقيقة الوضع فى مصر، ومتابعة آخر مستجداته من تلك الدول، والتى أعربت خلال اللقاءات عن قلقها البالغ. وأشار بدر إلى أن الاستدعاء "إجراء دبلوماسى طبيعي" وهو أمر متفق عليه، ولم يخرج عن اللائق فى إطار عملية المتابعة والإعلان عن المواقف الرسمية لتلك الدول التى قامت باستدعاء السفراء فى إطار اهتمامها بالوضع فى مصر. وعن محتوى اللقاء بين السفراء ووزارات الخارجية الأجنبية التى قامت باستدعائهم..أكدت الخارجية أن السفراء عرضوا بشكل واقعى الوضع فى مصر وما دفع قوات الشرطة إلى فض الاعتصامات، وأنها تمت وفقا للقانون بعد استنفاد كل قنوات الحوار على مدار ال40 يوما الماضية، وبالتالي لم يكن هناك بديل إلا إتخاذ هذا الإجراء وفق القانون والذي تم بأقل قدر من الخسائر. ونسبت الخارجية إلى السفراء تأكيدهم للمسئولين بهذه الدول هذا الأمر وأن عملية الفض جاءت بعد استنفاد الجهود والمساعى الحميدة التى أتاحتها مصر لأطراف خارجية "عربية وأجنبية" متعددة، بهدف إنهاء هذه الاعتصامات من خلال الحوار، وأنه حينما فشلت هذه الجهود لم يكن هناك بديل سوى إنفاذ نصوص القانون. كما أن السفراء استعرضوا أيضا، ووفقا لتقارير زودتهم بها وزارة الخارجية تطورات الموقف بداية من خطة فض اعتصامى النهضة ورابعة العدوية، وصولا إلى أعداد الضحايا من الجانبين سواء المعتصمين أو من أفراد قوات الأمن. ولفت المتحدث إلى أن الخارجية على اتصال دائم ودورى مع جميع البعثات الدبلوماسية المصرية بالخارج على مدار الساعة منذ لحظات فض الاعتصام الأولى، لافتا إلى تحديث البيانات وفق تقارير تقف على الوضع الحالى وتحديد نقاط لتحدث وفق الإجراءات والخطوات والخسائر فى عملية فض الاعتصامين. وكانت ألمانيا من أوائل الدول التى استدعت السفراء المصريين لديها، والتى أعلنت وزارة الخارجية فيها عن أنها استدعت السفير المصري في برلين. فيما قالت متحدثة باسم الخارجية إنه بناء على طلب وزير الخارجية جيدو فستر فيليه، الموجود حاليا في تونس، تم إبلاغ السفير موقف الحكومة بكل وضوح "بعد دعوة فسترفيليه كل القوى السياسية في مصر لمنع تصاعد العنف". كما استدعى الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند سفير مصر فى باريس إلى قصر الإليزيه، بحسب ما أفادت الرئاسة الفرنسية، وذلك للبلاغ رسميا بموقف فرنسا من عملية فض اعتصامى النهضة ورابعة العدوية. وقد أعلنت وزارة الخارجية البريطانية أيضا، أنها استدعت السفير المصري في لندن لتعرب له عن قلقها الشديد بعد وقوع أعمال العنف، داعية السلطات إلى التحرك "بأكبر قدر من ضبط النفس". كما أكد المتحدث باسم الخارجية قائلة: "استدعينا السفير المصري لنعرب عن قلقنا الشديد حيال تصاعد العنف والاضطرابات في مصر". من جانب آخر، وبرغم ما تردد من أنباء عن قطع الدانمارك العلاقات مع مصر بعد استدعاء السفير وابلاغه بموقفها رسميا، الا أن السفير بدر عبد العاطى أكد أن الوزارة لم تصلها معلومات مؤكدة أو رسمية حتى الآن، حول قطع الدنمارك للعلاقات الدبلوماسية مع مصر، مؤكدا علي أنه لم يسمع بها إلا من خلال وسائل الإعلام.