ذكرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية أن السبب وراء غلق 19 سفارة أمريكية حول العالم، والذي يعد أكبر إغلاق للمواقع الدبلوماسية منذ أحداث 11 سبتمبر، هو تنصت الاستخبارات الأمريكية على مكالمة "كونفرنس كول" تحدث فيها أيمن الظواهري وقائد تنظيم القاعدة فى اليمن ناصر الوحيشي و19 عضوا آخر بعضهم يتبع القاعدة والبعض الآخر ينتمي لجماعات إرهابية أخرى. وأوضحت الصحيفة- في تقرير نشرته على موقعها الالكتروني اليوم الخميس- أن هذه المكالمة دفعت الحكومة الأمريكية للشعور بالحاجة إلى التحرك، حيث أفادت المصادر الاستخباراتية بأن العناصر التى تحدثت فى المكالمة، هم ممثلون أو قادة لجماعة "بوكو حرام" في نيجيريا، وطالبان الباكستانية، والقاعدة في العراق، وبلاد المغرب الإسلامين، وتابعون للقاعدة مثل فرع أوزبكستان، وممثلو القاعدة في شبه الجزيرة العربية. ولفتت الصحيفة إلى تعدد الروايات حول النظام الأمني للقاعدة بسبب ظهور هذه الشخصيات فى وقت واحد معرضين أنفسهم لخطر الانكشاف "ما يعني أن هناك احتمالية واحدة، ألا وهي وجود مخبر يعمل لحساب الاستخبارات الأمريكية، وأن وكالة الأمن القومي تتجسس على الاتصال". وأشارت إلى أن قادة القاعدة ظنوا أن مثل هذه المحادثات آمنة ومن خلالها يستطيع الظواهري إدارة تنظيمه من مكان ناء، وبغض النظر عن نوع التشفير المستخدم أو أية طريقة أخرى، لإخفاء المحادثة فقد كان من قلة ذكاء الظواهري اعتقاده بأن "نظامه الأمني فولاذي". ويعد أيمن الظواهري الذي خلف أسامة بن لادن كزعيم لتنظيم القاعدة، واحدا ممن أمضوا حياتهم في خدمة المنظمات السرية، وكانت تطارده الحكومة الأمريكية منذ عام 1998 حينما خرج هو وبن لادن يدعو المسلمين حول العالم لقتل الأمريكيين أينما وجدوا. وفي 7 أغسطس من نفس العام كان أول نجاح كبير للقاعدة على الولاياتالمتحدةالأمريكية، حينما قام التنظيم بشن هجوم على السفارات الأمريكية في نيروبي بكينيا ودار السلام بتنزانيا، وكرد على هذا أصدر الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون أمرا بقصف معسكرات التدريب التابعة للتنظيم بصورايخ كروز فى السودان وأفغانستان، لكن الظواهري تمكن من الخروج من هذه الأحداث حيا وكما هو الحال أيضا بعد غزو أمريكا لأفغانستان عقب قيام التنظيم بشن هجوم على مركز التجارة العالمي في نيويورك ووزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون". وأنفقت الحكومة الأمريكية مليارات الدولارات لملاحقة الظواهري ومساعديه، ولكنه تمكن حتى الآن من العيش طليقا بفضل تقليل ظهوره على الساحة سواء عن طريق مكالمات هاتفية مباشرة، أو رسائل بريد إلكتروني، وهى نفس الطريقة التي اتبعها سلفه بن لادن لتجنب الظهور والإيقاع به، ولكن بعد المداهمة الأمريكية على المجمع الذي كان يسكن فيه بن لادن بباكستان في عام 2011 فقد تم منع استخدام خطوط الهاتف أو شبكة الإنترنت حيث تواصل بن لادن مع العالم عن طريق مجموعة من الرسل الموثوق بهم.