نال الجيش التفويض الشعبي الذي ابتغاه، وباتت الفترة المقبلة محل اختبار سياسي للجميع، بحيث ارتفع صوت الدعم لخارطة الطريق التي أعلنها الجيش بدعم من القوى السياسية والوطنية. فبعد عمليات الحشد التي شهدتها مصر وتحديدًا ميدان التحرير، علا وارتفع صوت الاستقرار والوحدة الوطنية وإنهاء مظاهر الانقسام السياسي، إذ أكد عدد من السياسيين أن تلك الحشود أكدت بما لا يدع مجالًا للشك، أن الشعب قال كلمته وفوض جيشه وجهاز الشرطة للعمل سريعًا لاستعادة أمنه واستقراره لمواجهة العنف في الشارع، أو الإرهاب في سيناء، وأن الشعب جدد الثقة في جيشه العظيم وإعطاء رسالة قوية للداخل والخارج بان الجيش دائما ينحاز لإرادة الشعب. فمن ناحيته أكد عمرو موسى القيادي بجبهة الإنقاذ أن خروج الملايين من الشعب المصري بهذا الحشد الرائع للتعبير عن رأيها وتجديد الثقة في القوات المسلحة والداخلية وتفويضهما لاتخاذ الإجراءات اللازمة ضد الإرهاب، أبلغ رسالة للداخل والخارج ولكل من تسول له نفسه العبث بالأمن القومي المصري أو محاولة تهديده أو ترويع الشعب. ومن جانبه أكد الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد أن خروج المصريين بهذا الشكل الذي رأيناه هو دعم سياسي للقوات المسلحة والشرطة المصرية للقيام بمهامها التي كفلها الدستور والقانون في مواجهة الإرهاب والحفاظ على أمن وسلامة مصر والمصريين بما لا يتعارض مع كل ما كفله الدستور والقانون من حريات وحقوق للمواطن المصري وعلى رأسها حق التظاهر السلمي. وأكد البدوي أن الشعب وجه رسالة إلى العالم كله أن ثورة 30 يونيه لم تكن انقلاباً عسكرياً وإنما هي ثورة شعبية ستظل مستمرة إلى أن تحقق أهدافها ولن يستطيع أي تدخل خارجي في شئوننا أن ينال من هذه الثورة أو يؤثر في مسارها وخارطة طريقها. وأكد رئيس الوفد أن قانون العقوبات يتضمن نصوصاً كفيلة بالقضاء على الإرهاب والذي عرفته المادة (86) من قانون العقوبات بأنه كل استخدام للقوة أو العنف أو التهديد والترويع ، يلجأ إليه الجاني تنفيذاً لمشروع إجرامي فردى أو جماعي، بهدف تعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر. وأكد البدوي أن الوفد على يقين بأن جيش مصر الذي انجاز إلى الشعب في ثورة 25 يناير وثورة 30 يونيه سينحاز أيضاً إلى كل ما يضمن حقوق الإنسان وحرياته أيا كان انتماؤه السياسي أو الفكري. فيما قال حسام الدين علي، الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر، أن الحشود والملايين التي خرجت تؤكد أن الشعب، قد قال كلمته وفوض الجيش والشرطة لمواجهة الإرهاب وإعادة الاستقرار للبلاد كما أنها تأكيد علي أن الشعب والجيش والشرطة في بوتقة واحدة لا ينفصلان وأن الجيش ينحاز لإرادة الشعب والشعب فوضه والجيش يأتمر بأوامر الشعب. ووجه حسام الدين رسالة لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في النهضة ورابعة العدوية: لا تكونوا دروعا لمجرمين أو قتله أو محرضين، فمنكم المخلص وبينكم من يتاجر بكم ليكسب بدين الله ثمنا قليلاً.. هم زائلون ومصر باقية، وأؤكد أن من راجع نفسه وترك اعتصاما يحث مؤيدوه على حمل السلاح ضد المصريين فقد أبرأ ذمته من الدم الذي أريق في سيناء وبقية المحافظات وهو آمن ولا تجب ملاحقته. وأقول لمناصري الدكتور محمد مرسي في رابعة والنهضة عودوا لدياركم آمنين ولا تتنازعوا مع شعب مصر فتذهب ريحكم وقد توحد الشعب كما لم يتوحد من قبل ضد من ظلم وقسم وأقصى واستحوذ ولا تكونوا وقودا لنار يريدها أهل الفتنه لينجوا بأنفسهم. من جانبه أكد مصطفي بكري عضو مجلس الشعب السابق أن الحشود الغفيرة التي شهدتها الشوارع في مختلف محافظات مصر فاق كل التوقعات وزاد عن المشاركين في ثورة يونيو المجيدة وأكد بكري وقوف الشعب المصري صفا واحدًا خلف القائد العام الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وقال أن أرواحنا فداء لمصر وجيشها العظيم.. وطالب بكري السيسي بمواجهة الإرهاب ووقف الفوضى ومحاسبة الخارجين عن الشرعية والقانون. ومن جهته أكد الدكتور محمود العلايلي، عضو الهيئة العليا للمصريين الأحرار والمتحدث الإعلامي للجنة الانتخابات بجبهة الإنقاذ، أن خروج هذه الحشود والملايين هي دليل راسخ في تجديد الثقة للجيش والشرطة مضيفا أنه يجب تطهير البلاد من الإرهاب والإرهابيين. وقال إن هناك فرصة لمعتصمي النهضة ورابعة للاصطفاف مع الشعب المصري من جديد لبناء مستقبل أفضل لمصر ولكن لابد من محاسبة كل من حرض علي العنف وحاول جر البلاد للفوضى.